مقالة الاسكندر الأفروديسى فى العقل على رأى أرسطوطاليس ترجمة اسحق بن حنين
قال:
পৃষ্ঠা ৩১
العقل عند أرسطو على ثلاثة أضرب: أحدها العقل الهيولانى، وقولى: «هيولانى» أعنى به عقلا موضوعا ممكنا أن يصير كاملا مثل الهيولى. وقولى: »هيولانى» ليس أعنى به شيئا ما موضوعا ممكنا أن يصير شيئا مشارا إليه بوجود صورة ما فيه، ولكن إذ كان وجود الهيولى إنما هو فى أنه يمكن أن يصير كلا من طريق الإمكان نفسه، وكذلك أيضا ما بالقوة نفسه فهو من جهة ما هو كذلك [و]هو هيولانى، فإن العقل أيضا الذى لم يفعل بعد إلا أنه ممكن أن يفعل فهو هيولانى. وقوة النفس التى هى هكذا هى عقل هيولانى. وليس هو واحدا من الموجودات التى هى هكذا هى عقل هيولانى؛ وليس هو واحدا من الموجودات بالفعل؛ إلا أنه قد يمكن فيه أن يصير كلا، أى يصير متصورا للأشياء الموجودة كلها، لأنه لا ينبغى لمدرك الكل أن يكون بالفعل بطبيعته التى تخصه واحدا من المدركات، لأنه لو كان كذلك لكان عند ادراكه الأشياء التى من خارج ستعوقه صورته التى تخصه عند تصور تلك؛ فإن الحواس أيضا لا تدرك الأشياء التى وجودها إنما هو فيها؛ وكذلك البصر إذ هو يدرك الألوان، فإن الآلة التى فيها، لا بها هذا الإدراك، لا لون لها، لأنه لا لون للماء خاصا والشم فى الهواء؛ وهذا ليست له رائحة؛ والشم هو مدرك الروائح. واللمس لا يحس ما هو مثله فى الحرارة أو البرودة أو اللين أو الخشونة، وإنما يحس ما خالفه إلى الكثرة أو القلة، وذلك لأنه ما كان يمكن، إذ كان جسما، ألا تكون له هذه الأضداد، لأن كل جسم طبيعى مكون فهو ملموس. وكما لا يمكن فى الحواس أن يدرك الحس شيئا ليس هو له ولا أن يميزه، كذلك إن كان العقل إدراكا ما وتمييزا للمعقولات فليس يمكن أن يكون واحدا فى الموجودات التى هو يميزها، لكنه مدرك الكل، إذ كان يمكن [أن يكون] أن يعقل الكل. فليس هو إذن واحدا من الموجودات، ولكنه بالقوة كلها. فإن هذا معنى أنه عقل. فإن الحواس، وان كانت إنما تكون بأجسام، فليس هى الأشياء التى ندركها، ولكنها أشياء أخر غيرها بالفعل، فإن ادراك الحواس إنما هو قوة ما لجسم ما ينفعل، ولذلك ليس كل حس مدركا لكل محسوس، لأن الحس هو أيضا شىء ما بالفعل. فأما العقل فإذ ليس يدرك الأشياء بجسم، ولا هو قوة لجسم ما، ولا ينفعل، فليس هو ألبتة شيئا من الموجودات بالفعل، ولا هو شيئا مشارا إليه، بل إنما هو قوة ما قابلة صور الموجودات ومعقولات هذا الانسان. وهذه النفس، وهذا العقل الهيولانى هو فى جميع من له النفس الناطقة، اعنى الناس.
وللعقل ضرب آخر، هو الذى قد صار يعقل وله ملكة أن يعقل، وقادر أن يأخذ صور المعقولات بقوته فى نفسه، وقياسه قياس الذين يكون فيهم ملكة الصناعات القادرين بأنفسهم على أن يعملوا أعمالها. فإن الأول ما كان شبيها بهؤلاء، بل بالذين فيهم قوة يعملون بها الصناعة، حتى يصيروا صناعا. وهذا العقل هو العقل الهيولانى بعد أن صارت له ملكة واستعداد أن يعقل وأن يتقبل.
পৃষ্ঠা ৩৩
وإنما يكون فى الذين قد استكملوا وصاروا يعقلون. وهذا هو العقل الثانى. وأما الثالث — وهو غير الاثنين الموصوفين — فهو الفعال الذى به يصير الهيولانى له ملكة. وقياس هذا الفاعل، كما يقول أرسطو أيضا — قياس الضوء، لأنه كما أن الضوء هو علة الألوان المبصرة بالقوة فى أن تبصر بالفعل كذلك هذا العقل يجعل العقل الهيولانى الذى بالقوة عقلا بالفعل بأن يثبت فيه ملكة للتصور العقلى، وهذا هو بطبيعته معقول، وهو بالفعل هكذا لأنه فاعل للتصور العقلى، وسائق العقل الهيولانى إلى الفعل، فلذلك هو أيضا عقل، لأن الصورة التى ليست هيولانية التى هى وحدها بطبيعتها معقولة — عقل، لأن الصور الهيولانية إنما تصير معقولة بالفعل إذ كانت بالقوة معقولة، وذلك أن العقل يفردها من الهيولى التى معها وجودها بالفعل فيجعلها هو معقولة. وحينئذ إذ عقلت كل واحدة منها فإنها تصير بالفعل معقولا وعقلا، ولم تكن من قبل ولا فى طبيعتها هكذا، لأن العقل بالفعل ليس هو شيئا غير الصورة المعقولة. فلذلك كل واحدة من هذه التى ليست معقولة على الإطلاق إذا عقلت صارت عقلا، لأنه كما أن العلم الذى بالفعل إنما هو المعلوم الذى بالفعل، والمعلوم بالفعل إنما هو العلم الذى بالفعل، لأنه شىء واحد: العلم الذى بالفعل والمعلوم الذى بالفعل، والمعلوم الذى بالفعل هو العلم الذى بالفعل. وكذلك الحس الذى بالفعل هو المحسوس الذى بالفعل، والمحسوس الذى بالفعل هو الحس الذى بالفعل — كذلك العقل الذى بالفعل هو المعقول الذى بالفعل؛ والمعقول الذى بالفعل هو العقل الذى بالفعل، لأن العقل إذا أخذ صورة المعقول وفصلها من الهيولى، فإنه يجعلها معقولة بالفعل ويصير هو عقلا بالفعل. فإن كان شىء من الموجودات معقولا بالفعل بطبعه فى نفسه وله من ذاته أنه كذلك لأنه غير مخالط للهيولى، لا لأنه يفرد الصورة من الهيولى — فهذا هو عقل بالفعل، لأن العقل بالفعل هو أبدا معقول. فهذا المعقول بطبيعته، الذى هو عقل بالفعل، إذا صار علة للعقل الهيولانى للانتزاع والتقبل والتصور لكل واحد من الصور الهيولانيات، وكل معقول بترقيه نحو تلك الصورة قيل فيه إنه العقل المستفاد الفاعل، وليس هو جزءا ولا قوة للنفس منا، ولكنه يحدث فينا من خارج إذا كمل عقلنا به. فإن كان يأخذ الصورة بكون التصور العقلى، وكان موجده بهذه الصورة ليس هو فى وقت من الأقات بأن يفارق الهيولى ولا بأن يفارقها، فإذا إذا عقل [هو] فينا فهو مفارق، لأنه ليس بأنا عقلناه صار عقلا، ولكن كان بطبيعته هكذا، إذ كان بالفعل عقلا ومعقولا. وهذه الصورة التى هى هكذا، وهذا الجوهر [هو] المفارق للهيولى غير قابل للفساد. ولذلك سمى أرسطو العقل الفاعل الذى بالفعل 〈وهو〉 المستفاد، أى الصورة التى بهذه الصفة، لا مائت. فإنه وإن كانت كل واحدة من الصور الأخر المعقولة إذا عقلت عقلا ولكن ليس باستفادتها ولا بدخولها 〈للنفس〉 من خارج هى عقل؛ ولكن إذا عقلت تصير عقلا، ولكن ليس باستفادتها. فأما هذه الصورة إذا كانت عقلا من أجل أن تعقل، فبالواجب إذا عقلت كانت عقلا مستفادا، وسميت بهذا الاسم.
والعقل الذى بالملكة الفاعل يقدر أن يعقل ذاته، لا من جهة ما عقل، لأنه يلزم من ذلك ألا يكون معا فى حال واحدة يعقل ويعقل، ولكن من أجل هذه العلة أن العقل الذى هو بالفعل هو المعقولات بالفعل. فإذا عقل المعقولات فإنه يعقل ذاته إذا كان بأن يعقل المعقولات إذا عقلت يكون عقلا، لأنه إن كانت المعقولات هى العقل الذى بالفعل، وكان هو يعقلها، فإنه إذا عقل ذاته يكون عقلا، لأنه إذا عقلها وكان والمعقولات شيئا واحدا. وإذا لم يعقلها كان غيرها. وكذلك يقال إن الحس يحس ذاته، فإنه إذا حس الأشياء المحسوسة فإنه بهذا الفعل يصير هو والمحسوسات شيئا واحدا، لأن الأمر كما قلنا من أن الحس الذى بالفعل، والعقل بأخذ الصور بلا هيولى، يدركان المدركات التى تخص واحدا واحدا منهما.
পৃষ্ঠা ৩৫
ونقول أيضا إن العقل ذاته لا من جهة ما 〈هو〉 عقل، ولكن من جهة ما هو معقول، فإنه إنما يدرك ذاته من جهة أنها أيضا معقولة، كما يدرك كل واحدة من المعقولات، وليس يدرك ذاته من جهة أها عقل لأنه قد عرض للعقل أن يكون أيضا معقولا، لأنه لما كان كل واحد من الموجودات وإن يكن محسوسا فقد بقى أن يكون معقولا. وذلك أنه لو كان إنما يعقل ذاته من جهة ما هو عقل، لم يكن ليعقل شيئا من الأشياء سوى العقل. فإذن ذاته فقط كان يعقل. ولكن إذا كان يعقل المعقولات التى هى من قبل أن يعقل ليست تعقل فإنه يعقل ذاته بهذا الوجه أيضا؛ أعنى من جهة أنها أيضا واحدة من المعقولات. فلذلك يكون هذا العقل يعقل ذاته بالعرض بترقيه من العقل الهيولانى. والعقل الأول أيضا الذى بالفعل على هذا الشبه يعقل ذاته، ومن أجل هذا العلة. ولكن ذلك العقل هو أزيد فى هذا المعنى، لأنه لا يعقل شيئا آخر سوى ذاته لأنه من جهة أنه معقول يعقل ذاته، ومن جهة أنه معقول بالفعل وبالطبيعة التى له، فمن البين أنه يعقلها أبدا العقل الذى بالفعل. وإذا كان أبدا يعقل بالفعل كان أبدا هو وحده عقلا وهو أبدا يعقل ذاته؛ وإنما يعقلها وحدها، لأنه إذ كان عقلا بسيطا فإنما يعقل شيئا بسيطا، وليس شىء آخر معقولا بسيطا سوى هذه، لأنه غير مختلط ولا هيولى، ولا فى ذاته شىء بالقوة، وإنما يعقل إذا ذاته فقط. فمن جهة إذا ما هو عقل فإنما يعقل ذاته من طريق أنها معقولة، ومن جهة اأه وحده بسيط بالفعل فانما يعقل ذاته وحده لأنه إذ كان هو وحده بسيطا صار إنما يعقل شيئا بسيطا، وليس فى المعقولات شىء بسيط غيره وحده.
পৃষ্ঠা ৩৬
وقد فهمت عن أرسطو فى العقل المستفاد ما وقفت به على أن ما حركه إلى إدخال عقل مستفاد هو هذا. كان يقول إن القياس فى العقل هو كالقياس فى الحواس وفى جميع الأشياء المتكونة: فكما أن فى جميع ما يتكون يوجد شىء منفعل، وشىء فاعل، وثالث منهما هو المتكون، وفى المحسوسات كمثل ذلك: فإن فيها شيئا منفعلا وهو الحاسة، وشيئا فاعلا وهو المحسوس، وشيئا متكونا وهو الإدراك بالحاسة للمحسوس — فكذلك فى العقل أيضا كان يتوهم أنه يجب أن يكون عقل فاعل يقدر أن يسوق العقل الهيولانى الذى بالقوة إلى الفعل، وفعله هو أن تصير الموجودات كلها معقولة، لأنه كما أن هاهنا أشياء محسوسة بالفعل، كذلك ينبغى أن تكون هاهنا أشياء فاعلة بالفعل فاعلة للعقل، لأنها هى معقولة بالفعل، لأنه لا يمكن أن يكون شىء فاعل شىء آخر وليس هو ذلك الشىء. وليس فى هذه الأشياء التى نعقلها كل شىء هو معقول بالفعل، لأن عقلنا إنما يعقل المحسوسات وهى معقولة بالقوة. وإنما تصير هذه معقولة بالفعل لأن فعل العقل إنما هو أن يفرد صور المحسوسات بالفعل بقوته التى تخصه، ويخلصها من الأشياء التى معها تكون محسوسة حتى ترى الصور على حيالها المحسوسات. فهذا هو فعل العقل الذى هو بالقوة أول. فإن كان المتكون المسوق من القوة إلى الفعل، فينبغى أن يكون كونه عن شىء هو موجود بالفعل. فقد يجب أن يكوم منهما عقل فعال موجود بالفعل، يصير العقل الذى بالقوة قويا على أن يعقل وذلك أن يعقل — وهذا العقل هو المستفاد من خارج.
فهذه هى الأشياء التى حركت أرسطو إلى أن يدخل العقل المستفاد. فواجب أن يكون هاهنا شىء ما معقولا بالفعل، وهو فى طبعه هكذا، كما أن هاهنا شيئا محسوسا ليس إنما صار محسوسا عن الحس، أعنى أن هاهنا عقلا وهو طبيعة ما، وجوهرا لا يعرف بشىء سوى العقل، لأنه ليس بمحسوس، ولا الأشياء التى يعقل، وكلها إنما تصير معقولة عن عقلنا، كأنه ليس فيها شىء بطبعه معقولا، بل هاهنا شىء ما معقول بذاته لأنه بطبعه هكذا.
পৃষ্ঠা ৩৭
والعقل أيضا الذى بالقوة إذا تم ونما عقل هذا، لأنه كما أن قوة المشى التى تكون للإنسان مع ولادته تصير إلى الفعل إذا أمعن به الزمان وكمل الشىء الذى به يكون المشى، كذلك العقل إذا استكمل عقل الأشياء التى هى بطبيعتها معقولة، وجعل الأشياء المحسوسة معقولة لأنه فاعل، وذلك أن العقل ليس هو منفعلا بطبيعته من قبل أنه يكون شيئا آخر ويقبل الأثر، بمنزلة الحس، ولكن حاله ضد حال الحس، لأن الحس هو انفعال وقبول الأثر وإدراكه قبول الأثر. فأما العقل فإنه فاعل المعقولات، لأنه إذ كان من شأنه أن يعقل أكثر الأشياء، فإنه معا يكون فاعلها كما يعقلها. غير أن للإنسان أن يتوهم أن العقل يجب أن يقال فيه أيضا إنه منفعل، من جهة أنه قابل للصور. فإن الآخذ قد يظن به أنه انفعل. وهذا أمر وإن كان يشارك فيه العقل الحس، إلا أن كل ما يرسم منهم ويحدد فليس يرسم ويحدد بالشىء المشترك بينه وبين غيره، بل بالخاصة. فلذلك ليس ينبغى أن يرسم العقل بما يشارك به الحس، فلذلك يكون الشىء المشترك للعقل وللحس أخذ الصور وإن كان ليس ذلك فيهما على مثال واحد، والخاص للعقل أن يكون فاعلا لهذه الصور التى يأخذها من بعد أن يعقلها . فالأولى أن يحد بهذا. فلذلك العقل هو فاعل لا منفعل. وأيضا فإن الفعل فيه أقدم، وهو ذاتى له ،لأنه أولا [ولا] يوجد فاعلا للمعقولات ثم حينئذ يأخذها إثر تعقلها ويحدها بأنها كذا، فانه وإن كان افراده الأشياء شيئا شيئا وأخذه إياها يكونان معا، فإن الأول ينفعل مقدما للآخر، فإن هذا هو أخذ الصورة. فكما أنا نقول إن النار فاعلة فى غاية القوة لأنها تفسد كل هيولى تقع فيها وتأكلها — وإن كانت من جهة أنها تأكلها تنفعل، فكذلك فليظن بالعقل الذى فينا الفاعل، لأن الأشياء التى ليس هى بالفعل معقولة هو يصيرها معقولة، لأنه ليس شىء آخر معقول إلا أن العقل إما هو فيها فبالعقل وبذاته، وأما الأشياء التى يصيرها العقل معقولة فإنما تصير أيضا معقولة بالعقل الذى بالفعل. ولذلك إذا لم يكن عقل، لم يكن شىء معقولا، لأنه ليس شىء بالطبع معقولا إلا هو وحده هكذا كما قلنا. ولا يكون الشىء الذى عنه يكون، لأنه إذا لم يكن الشىء المعقول فإنه لا يعقل شيئا، لأن العقل الذى بالطبع المستفاد من خارج إنما يكون معينا للعقل الذى فينا، لأن سائر الأشياء التى بالقوة ليس منها شىء يقوى على أن يعقل ما لم يكن شىء هو بالطبع معقول، والذى هو بطبيعته معقول إذا صار فى الذى يعقل فإنه يعقل، فهو عقل متكون فى الذى يعقل مستفاد من خارج، لا مائت، وهو الذى يثبت الملكة فى العقل الهيولانى حتى يعقل المعقولات بالقوة، لأن الضوء، وهو الفاعل للبصر الذى بالفعل، فإنه هو يرى ومعه، وبسببه نرى الألوان، وكذلك العقل المستفاد يصير علة لنا لأن نعقل، وإذا هو عقل فليس يحيل ذاته عقلا إذ هو بطبيعته عقل، فيتممه ويسوقه إلى خاصياته. فالمعقول إذن بطبيعته هو العقل؛ فأما سائر الأشياء المعقولة فإنما تكون بتلطفه هذا وفعله هذا من غير انفعال منا ويكون عن شىء، لأنه قد كان عقلا من قبل أن يعقل، ولكن بأن يستكمل به الهيولانى، وهو إذا استكمل عقل الأشياء المعقولة فى طبيعتها والأشياء التى هى معقولة بفعله ولطفه، لأن خاصة العقل أنه فاعل وأن يفعل، لا أن ينفعل. ولما أراد أن يرى أن العقل لا مائت، وأن يتخلص من المطاعن التى تلحقه قال بالعقل المستفاد، اعنى ما يلزم فى هذا القول من أن يكون العقل ينزل الأماكن وليس يمكن فيه إذ كان لا جسما أن يكون فى موضع، ولا أن يتحول فيكون مرة فى موضع ومرة فى غيره، وكان إنما قال هذا وشبهه فى العقل على طريق الإشارة، قال إن العقل والهيولى تقال فى كل جسم يقال إنه ثابت كجوهر فى جوهر، وأنه بالفعل أبدا إذا كان فاعلا أفعاله. فمتى يكون من هذا الجسم إذا امتزج امتزاجا من جملة الخلط يصلح أن يكون آلة لهذا العقل الذى هو فى هذا الخلط، إذ كان موجودا فى كل جسم. وهذه الآلة هى أيضا جسم قيل فيها أيضا عقل بالقوة، وهو قوة حادثة عن هذا الاختلاط الذى وقع للأجسام متهيئة لقبول العقل الذى بالفعل. فإذا تشبث بهذه الآلة فحينئد يفعل كما يفعل بالآلة الصانع ذو الآلة، وعلى أنه هيولى،وبهيولى، وحينئد يقدر على أن يعقل، لأن علقنا نحن مركب من القوة التى هى آلة العقل الآلى الذى يسميه أرسطو: «العقل الذى بالقوة» ومن فعل ذلك العقل. فإذا فقدنا واحدا منهما — أيهما كان — فليس يمكن أن يعقل إلا مع أول إلقاء المنى فى الرحم يكون العقل الذى بالفعل إذا كان نافذا أبدا فى كل شىء وكان هو بالفعل. ولكن حينئذ إنما يفعل كفعله فى سائر الأجرام، أى جرم كان. وإذا هو فعل فعل بالقوة التى لنا. فحينئذ هذا يقال له عقل لنا. وحينئذ نحن نعقل، لأنه كما أنا لو توهمنا صانعا مرة يفعل بلا أداة بالصناعة، ومرة بأداة فإنه حينئذ يصير الفعل بالصناعة فى الهيولى. وكذلك العقل الإلهى هو ابدا فاعل، وهو بالفعل، ويصير هو فاعلا لا بآلة إذا تولدت آلة ما بهذه الصفة من خلط الأجسام ومن الفعل، لأنه حينئذ يفعل فعلا هيولانيا، وهو عقل لنا ، وينحل بهذه الجهة ويفارق، من قبل الوجه الذى يفارق، فإنه ليس هو فى موضع وهو يتحرك إلى غيره؛ ولكن لأنه فى الكل فهو ثابت فى الجرم المنحل أيضا لفساد الآلة، كمثل الصانع إذا لقى أداته فإنه حينئذ قد يفعل أيضا، لكن ليس يفعل فى هيولى بلا أداة. فلذلك ينبغى أن كان واجبا أن يظن أن هاهنا عقلا — على رأى أرسطو — إلهيا غير قابل للفساد. فهكذا ينبغى أن نظن به، لا على جهة أخرى.
পৃষ্ঠা ৪১
والملكة أيضا التى ذكرها فى المقالة الثالثة فى كتابه «فى النفس» قال إنه ينبغى أن يطابق بها هذه الأشياء، وأنه ينبغى أن ينقل الملكة والضوء إلى هذا العقل الذى هو فى الكل. وهذا العقل إما أن يكون هو وحده يدبرها هاهنا بردها إلى الأجرام الإلهية، ويركب ويحل، فيكون هو خالق العقل الهيولانى أيضا؛ وإما أن يكون يفعل ذلك بمعاونة الحركة المنتظمة التى للاجرام السماوية، لأنها بها يكون مهيأ لقربها وبعدها، ولا سيما الشمس؛ وإما أن يكون ذلك به وبالعقل الذى هاهنا؛ وإما أن يكون بهذين وبحركة الأجسام السماوية تكون الطبيعة، وتكون الطبيعة هى التى تدبر الأشخاص مع العقل والنطق أيضا أنه يضاد ذلك أن العقل، وهو الإلهى، يوجد فى الأشياء التى فى غاية الخساسة، كما ظن قوم من أصحاب المظلة، وأن بالجملة هاهنا عقلا وغاية تتقدم فى المصالح لأن العناية التى هنا إنما ترجع إلى الأجرام الإلهية. ولهذا فإنه ليس الينا أن نعقل، ولا هو فعل لنا، ولكن مع تكوننا يكون فينا بالطبع قوام العقل الذى بالقوة الأولى إلا أنه لا يظهر إلا بفعل العقل الذى من خارج، [وفعل العقل الذى من الخارج لا يظهر إلا أنه] وليس ما صار فى شىء من جهة أنه يعقل فقد بدل مكانا دون مكان، لأن صور المحسوسات إذا نحن أحسسناها فليس هى فى الحواس على أنها تصير مواضع لها. وإنما يقال فى العقل الذى من خارج إنه مفارق؛ وهو يفارقنا لا على أنه ينتقل أو يبدل الأماكن، ولكنه يبقى مفارقا قائما بنفسه بلا هيولى؛ ومفارقته إيانا بأنه لا يعقل ولا يكتسب، لأنه كذلك كان لما صار فينا.
পৃষ্ঠা ৪২
[تمت المقالة بحمد الله، وصلى الله على نبيه وآله وسلم]
অজানা পৃষ্ঠা