أخذ الأمين يدون عبارات بدفتره الذي تعود القرويين أن يروه خلال هذا الموسم ممسكا به .. والكثير منهم يحاول أن يتجنب إغضاب الأمين خلال الموسم حتى لايحدث ما لاتحمد عقباه ،، !! أنصرف الأمين وصافيه ترقبه ... الحمد لله نجوت كانت صافية تحدث نفسها ،، هي لاتريد الإقتران بأي رجل حاليا .. فوقتها وطاقتها تتركز على جلب الطعام للمنزل والعناية بإبنها جاسر .. يطل علان موسم الحصاد وتنضج أكواز(سنابل) الذرة وغيرها من المحاصيل .. وبما أن صافية لاتكتفي بما تزرعه بحقلها الصغير فعليها مساعدة الفلاحين بعملية الحصاد مقابل شيئا من الثمار تعطى لها كأجر .. وفي هذا الموسم بالذات كان المحصول وفيرا تمكنت صافية أن تجمع ثمارا تكفيها لمعظم العام القادم ،، قامت بتجفيف أكواز الذرة على سطح منزلها وكانت الكمية كبيرة لآنها خلطت محصول حقلها مع ما أكتسبته ... ويمر الأمين من أمام المنزل ليقول لصافية لقد جنيت محصولا جيدا هذا العام ،، وتفهم المعنى صافية فترد عليه أن المحصول خليط من حقلها وما تحصلت عليه كأجرة عمل .. وينصرف الأمين ،، وبعد إنتهاء موسم الحصاد يأتي مأمور جمع الزكوات الذي يعتمد على بيانات الأمين ... وتجد صافية أن زكواتها الواجب دفعها لبيت المال قدرت بمبلغ كبير لاقبل لها به ... فتصرخ وتستغيث .. لكن لامجيب ، الأمين مصدق وبياناته هي المعتمدة ،،، وتتنقل بين القرى طالبة المعونة والنجدة وتحصل على القليل ... صافية الأرملة تفقد فرحتها بتأمين الطعام لمنزلها لعام قادم وتجد أن عليها أن تواصل المشوار ببيع الأعلاف الحيوانية والحطب ... ويشتد الخطب على إبنها جاسر المراهق ويعز عليه وهو يشاهد أمه تهرول في دروب المنطقة جالبة الحطب والماء ... يفكر الصغير بشئ ما يساعد من خلاله أمه التي نذرت حياتها له وتتفاني من أجله ،، سمع جاسر بالغربة وأن الحال بديارها أكثر رخاء وأنه ربما سيجلب لأمه السعادة .. تبلورت الفكرة لجاسر وأخذ يستفسر عن أسرار الغربة وأماكن تواجد الرزق وأسواق العمل .... بحث الأمر مع أمه لكنها مترددة ،، وأخيرا قرر جاسر السفر عندما وجد مرافق مناسب ،، ودع أمه واعدا بالخيرات ...
পৃষ্ঠা ৯৭