وبالطبع لم تكن حياتهم خالية من المشاكل والنكد .... فقد كان على فروان التردد من حين إلى آخر على المحاكم والقضاة .. ففي تلك الحقب وربما لا يزال وضع السلطة القضائية به كثيرا من المساوئ .. فالقضاة كان منهم من ليس له مرتب .. وبالتالي يعتمد على مايقدم إليه من قضايا ويأخذ من الخصمين أجرا على تحاكمهم إليه ..... وكانت فرصة لنوعية من المجتمع تدعى وكلاء الشريعة ... (المحامين) وكانت هذه الفئة الأخيرة تحترف التعامل بالقضايا وتعيش منها .. وكان عليها أن تنسق مع القضاة لإثارة القضايا وتشعل نارها وتثير الفتن .. حتى يستمر مسلسل الإسترزاق ،، ولايهم أي كان الدائن والمدان يتيما ، أرملة أو شيخ عجوز فحبال اللعبة يتحكم بها القضاة ووكلاء الشريعة والمهم دخلا مرموقا وجيبا منتفخا مملؤا ،،،
وكلاء الشريعة مهابي الجانب .. ويستطيعون فعل أشياء عجيبة وتزوير المستندات وتطويل القضايا ، وكثيرا من الأسر تهيم وتفقد كل ممتلكاتها عقب قضية ما ربما ليس لها معنى وتافهة .. لكن تنسيق هؤلاء البطاشين الجبابرة يحيل حياتهم جحيما تقضى على كل مقومات الحياة لديهم وتجعلهم يفقدون كل شئ .. إفلاس محقق ومعركة ساحقة ماحقة ..
لمثل هذه الدوامات والمشاكل العويصة أحتاط فروان وأوكل مهام النزاعات لوكيل شريعة مرموق وله معرفة بدهاليز القضاء ومتاهاته .. فما إن يحتك به أحد مجاوريه على مسألة تافه حتى يستدعي وكيله الشرعي ،، هذا الإستدعاء باهض الثمن فالوكيل يلزمه بشئ من العسل والسمن والبن كي يهديانه لفضيلة القاضي وقبل ذلك حضرة العمدة (الشيخ) وإذا ماوصل الأمر للعامل فيلزم الأمر عجولا وخرفانا ... ويجب تدعيم هذه الهبات بالنقود الفضية ...
পৃষ্ঠা ৫৪