مزهره وفروان ، شريكي الحياة ,, وغدر البيئة . " قصة "
17-11-2003
------------------------
أبشري يا مزهرة .... وقف الفلاح فروان يزف الخبر السار لزوجته مزهرة ، شريكته الفعالة ، الفلاحة قوية الساعد صلبة المراس .. تباري زوجها نشاطا وكدا وجدا .. الإبتسامة العريضة تضئ ملامح الزوج الجاد والصارم وهو يحمل كرتونة بها جهاز الراديو بشكله البدائي ،، وهو بذلك يحد من شعور الحرمان الذي خيم على أسرته لعدم إمتلاكهم مثل الجهاز العظيم ،، فالراديو (المذياع) كان باهض الثمن وليس بإمكان فلاح عادي شراءه والتمتع بما يبثه من مواد كانت جديدة وغير مسبوقة بالنسبة لجيل مطلع القرن العشرين ،، وفروان يعتبر من النخبة التي بإمكانها سماع ما يدور في الكون .. عمال فروان وبعد عناء يوم العمل المرهق والشاق .. يهون كل العناء عليهم بمجرد جلوسهم برهة يستمعون فيها لصوت الراديو ،، وأحيانا كانوا لايترددون من زيارة فروان مساء لسماع هذا الصندوق العجيب ،، ويزداد الجميع إعجابا عند سماع أغاني يمنية كالماس وباشراحيل والقعطبي وشيخ البار ،،، ويرددون ألحانها عندما يفلحون الأرض أو يحملون المحاصيل ،، هذه الألحان التي عرفوها جيدا عن طريق المداحين أو النشادين ،، لكنها هذه المرة تأتي عبر الأثير ومن خلال الراديو ،،
পৃষ্ঠা ৫২