فان أردت علمها وحدها ورسمها
فاستمله من رجزي هذا البديع الموجز
فإنه كفيل بشرحه حفيل
فصلته فصولا تقرب الوصولا
لمنهج الآداب في صحبة الاصحاب
تهدي جميع الصحب الى طريق رحب
سميتها إذ طربا بنظمنه واغربا
بنغمة الأغاني في عشرة الاخوان
والله ربي اسأل وهو الكريم المفضل
الهادي للسداد ومانح الإمداد
فصل في تعريف الصديق والصداقة
قالوا الصديق من صدق
في وده وما مذق
وقيل من لا يطعنا
في قوله أنت أنا
وقيل لفظ لا يرى
معناه في هذا الورى
وفسروا الصداقة
الحب حسب الطاقة
وقال من قد أطلقا
هي الوداد مطلقا
والاآخرون نصوا
بأنها أخص
وهو الصحيح الراجح
والحق فيه واضح
علامة الصديق
عند أولي التحقيق
محبة بلا غرض
والصدق فيها مفترض
وحدها المعقول
عندي ما أقول
فهي بلا اشتباه
محبة في الله
***
فصل فيمن يصادق ويصافى
================
أخو صلاح وأدب ذو حسب وذو نسب
رب صلاح وتقى ينهاك عما يتقا
من حيلة وغدر وبدعة ومكر
مهذب الأخلاق يطرب للتلاقي
يحفظ مافي عيبتك يصون ما في غيبتك
يزينه ما زانكا يشينه ما شانكا
يظهر منك الحسنا ويذكر المستحسنا
ويكتم المعيبا ويحفظ المغيبا
يسره ما سركا ولا يذيع سركا
إن قال قولا صدقك أو قلت قولا صدقك
وإن شكوت عسرا أفدت منه يسرا
يلقاك بالأمان في حادث الزمان
يهدي لك النصيحة بنية صحيحة
خلته مدانية في السر والعلانية
صحبته لا لغرض فذاك لللقلب مرض
لا يتغير إن ولي عن الوداد الأول
يرعى عهود الصحبة لا سيما في النكبة
لا يسلم الصديقا إن نال يوما ضيقا
يعين إن أمر عنا ولا يفوه بالخنا
يولي ولا يعتذر عما عليه يقدر
هذا هو الأخ الثقة المستحق للمقة
إن ظفرت يداكا فكد به عداكا
فإنه السلاح والكهف والمناح
وقد روى الرواة السادة الثقاة
عن الإمام المرتضى سيف الآله المنتضى
في الصحب والإخوان أنهما صنفان
إخوان صدق وثقة وأنفس متفقة
هم الجناح واليد والكهف والمستند
والأهل والأقارب أدنتهم التجارب
فافدهم بالروح في القرب والنزوح
واسلك بحيث سلكوا وابذل لهم ما تملك
পৃষ্ঠা ২