المجد وحده هو ما كان يسعى إليه. •••
لم يكن ويل من سكان الوادي الأصليين، وإن كان أفراد من عائلة ليدلو يسكنون هناك، وذلك منذ أن دونت سجلات الوادي الأولى. وأقدم رجل يحمل لقب العائلة هذا عرفته هنا وجدته في سجلات المحكمة التي يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وكان متهما بقتل فرد آخر من أفراد عائلة ليدلو الآخرين. لم يكن ثمة سجون في تلك الأيام، بل كانت هناك أبراج محصنة يحتجز فيها بالأساس المنتمون للطبقة العليا أو أصحاب المكانة السياسية الذين يختلفون مع الحكام، كما كانت هناك عمليات إعدام فورية، ولكنها كانت تحدث في الغالب في أوقات الاضطرابات الكبرى كالتي حدثت أثناء الغارات الحدودية في القرن السادس عشر، حيث كان من الممكن أن يشنق اللصوص على أبواب منازلهم، أو في ميدان سيلكيرك، كما حدث عندما أعدم 16 لصا من لصوص الماشية، وكلهم من عائلة إيليوت، في يوم واحد. إلا أن ويل أفلت من العقاب بدفع غرامة.
قيل إن ويل كان «واحدا من أفراد عائلة ليدلو القدامى الذين سكنوا قرية كريك»، والذين لم أستطع معرفة أي شيء عنهم على الإطلاق، باستثناء ما عرفته عن كريك؛ فهي قرية اختفت تقريبا، تقع على طريق روماني قد اختفى تماما في واد من الأودية القريبة إلى جنوب إتريك. لا بد أنه انتقل عبر التلال - شأنه في ذلك شأن أي فتى في سنوات المراهقة - باحثا عن عمل. لقد ولد في عام 1695، وقتئذ كانت اسكتلندا لا تزال بلدا منفصلا، وإن كانت تدخل تحت لواء مملكة واحدة مع إنجلترا. ولا بد أنه كان يبلغ من العمر 12 عاما في وقت الاتحاد المثير للجدل بين إنجلترا واسكتلندا، وصار شابا عند وقوع تمرد اليعاقبة الذي فشل فشلا ذريعا في عام 1715، وصار رجلا في منتصف العمر عند وقوع معركة كلودن. ولا توجد أي رواية تسجل رأيه في هذه الأحداث، وإن كان يراودني شعور بأنه عاش حياته في عالم منعزل ومتحفظ يحتفظ بأساطيره وعجائبه المحلية. وكان هو نفسه جزءا من هذه العجائب والأساطير. •••
إن أول ما حكي عن ويل كانت براعته في العدو. وكان رعي الأغنام أول عمل يمتهنه في وادي إتريك لصالح رجل يدعى السيد أندرسون، وقد لاحظ السيد أندرسون كيف كان يجري ويل على نحو مستقيم وسريع وراء الأغنام دون أن يتخذ طرقا ملتوية عندما كان يريد الإمساك بها، وعرف من ذلك أن ويل عداء سريع. وعندما جاء إلى الوادي بطل إنجليزي من أبطال العدو راهن السيد أندرسون بويل ضد هذا البطل بمبلغ كبير من المال . سخر البطل الإنجليزي، وسخر مشجعوه من ذلك، وفاز ويل في السباق. وقد جمع السيد أندرسون كومة كبيرة من النقود، وكان نصيب ويل معطفا رماديا وجوربا.
قال إن هذا ليس ظلما؛ حيث إن المعطف والجورب كانا يعنيان له ما تعنيه كل هذه الأموال لرجل مثل السيد أندرسون.
وإليكم قصة كلاسيكية سمعت لها روايات شتى بأسماء مختلفة وجوانب مختلفة عندما كنت طفلة أترعرع في هورون بمقاطعة أونتاريو. القصة تقول إن شخصا أجنبيا شهيرا يتفاخر بقدراته جاء إلينا، إلا أنه هزم على يد البطل المحلي الذي هو شخص طيب لم يكن يطمع حتى في الحصول على أي مكافأة.
تكررت عناصر تلك القصة في قصة قديمة أخرى ينتقل فيها ويل عبر التلال حتى يصل بلدة موفات لإنجاز مهمة ما، غير مدرك أن هذا اليوم هو يوم السوق، وقد أقنعه الناس بأن يشارك في سباق عام. لم يكن يرتدي ملابس تتناسب مع السباق، وفي أثناء العدو سقط منه سرواله الريفي، لم يعبأ بسقوطه، وشق طريقه من دونه، وواصل العدو وهو لا يرتدي إلا قميصا، وفاز بالسباق. كان ثمة اهتمام كبير به، وتلقى دعوة لتناول العشاء في فندق البلدة مع النبلاء والنبيلات. حينها، كان من المفترض أن يكون قد ارتدى سرواله، ولكنه كان يشعر بالخجل على أي حال، ولم يقبل الدعوة مدعيا أنه يشعر بالإحراج الشديد أمام تلك النبيلات.
ربما كان الأمر كذلك بالفعل بالنسبة إليه، غير أن إعجاب النبيلات برياضي، شاب وسيم مثله، بطبيعة الحال يعتبر محور القصة الفاضح والممتع.
تزوج ويل في وقت غير معلوم لي، من امرأة تدعى بيسي سكوت، وبدآ معا في تكوين أسرتهما. وفي أثناء هذه الفترة تحول البطل الشاب إلى رجل عادي، وإن كانت هناك أعمال بطولية أظهرت مواهبه ولا يزال يفتخر بها؛ فقد أطلق على إحدى البقاع على نهر إتريك «قفزة ويل» تخليدا لذكرى قفزة قفزها لجلب مساعدة أو إحضار دواء لشخص مريض. ومع ذلك، لم يتكسب ويل ماديا من وراء أي عمل من تلك الأعمال، ويبدو أن ضغوط كسب لقمة العيش لإعالة أسرته، إضافة إلى حبه للخمور، حولته إلى مهرب للخمور. وكان منزله في موقع مناسب يمكنه من استلام الخمور المهربة عبر التلال من بلدة موفات. ومما يدعو للدهشة أن هذه الخمور لم تكن من الويسكي، بل كانت من البراندي الفرنسي الذي لا شك أنه كان يدخل البلد بطريقة غير قانونية عن طريق خليج سولواي، وهو الوضع الذي سيستمر على ما هو عليه بالرغم من جهود روبرت بيرنز الشاعر ومحصل الضرائب في مواجهة هذا الفعل في أواخر ذلك القرن. وصار فوب مشهورا بالعربدة أو على الأقل بالحفلات الصاخبة. وما زال اسمه كبطل مرتبطا بالسلوك النبيل والقوة والكرم، ولكنه لم يعد مرتبطا بالرزانة والوقار.
ماتت بيسي سكوت في سن صغيرة بعض الشيء، وربما بدأت هذه الحفلات بعد موتها. وأغلب الظن أن الأولاد قد نقلوا إلى مبنى خارجي ملحق بالبيت أو إلى الطابق العلوي المخصص للنوم. ولا يبدو أن الرجل قد ارتكب جرما كبيرا أو خسر احترام الناس له. ومع ذلك، ربما يجدر بنا أن نشير إلى البراندي الفرنسي في ضوء المغامرات التي مر بها ويل في سنوات نضجه. •••
অজানা পৃষ্ঠা