قال والتر في نفسه: هذا صحيح.
قال: «في رأيك، كم عمر ابنتي الآن؟»
لم يستطع والتر التفكير. وهز رأسه تعبيرا عن عدم معرفته بالأمر.
قال والد نيتي: «هي في الرابعة عشرة من عمرها أو تقترب من الخامسة عشرة. لن تظن أن هذا هو عمرها، أليس كذلك؟ لكن هذا لا يهم، ليس هذا هو ما أردت أن أتحدث عنه. وأنا لا أتحدث عنك ولا عن نيتي، ولا عن أي مما سيحدث في السنوات القادمة. هل فهمت هذا؟ لا تهم السنوات القادمة. لكنني أطلب منك أن تأتي معنا وأن تجعلها الطفلة التي هي عليها الآن وتسعدها بصحبتك. ثم إنني بالطبع سأكافئك على ذلك، وسيكون لك عمل أيضا، وإذا صار كل شيء على ما يرام، فيمكنك أن تتوقع المزيد من التقدم.»
رمق كل منهما في تلك اللحظة نيتي وهي تتقدم تجاههما. أخرجت لسانها لوالتر، بسرعة شديدة، حتى إن أباها لم يلحظ ذلك على ما يبدو.
قال والدها: «دعنا نتوقف الآن عن الحديث في هذا الأمر. فكر جيدا، وخذ وقتك قبل أن تخبرني برأيك. لكن الأفضل ألا تتأخر في تحديد موقفك.»
توقفت سفينتنا لقلة الرياح في يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين، أما في يوم الثالث والعشرين فكانت الريح أكثر، ولكن فيما بعد الظهيرة فزع الجميع بسبب هبوب ريح شديدة صاحبها رعد وبرق، وكانت مخيفة جدا، وأدت للمرة الثانية إلى تمزيق أحد الأشرعة الرئيسية بالسفينة، والتي كان قد تم تصليحها توا. استمرت الريح الشديدة لنحو 8 أو 10 دقائق. وفي يوم الرابع والعشرين كانت الرياح معتدلة؛ مما سهل لنا التقدم باتجاه النهر، حيث أصبح الطريق أكثر ضيقا، بحيث رأينا اليابسة على جانبي النهر. ولكننا توقفنا بسبب قلة الرياح مرة ثانية حتى يوم الحادي والثلاثين، عندما هبت ريح خفيفة استغرقت ساعتين فقط ...
لم يستغرق والتر وقتا طويلا ليتخذ قراره. كان يعرف قواعد اللياقة جيدا، فشكر السيد كاربرت، ولكنه قال له إنه لم يفكر في العمل في مدينة ما، أو في أي وظيفة داخلية. كان يعني أنه أراد أن يعمل مع عائلته حتى يبنوا منزلا ويحصلوا على أرض للزراعة، ثم بعد ذلك عندما لا يحتاجون إلى مساعدته، كان يفكر في أن يتاجر مع الهنود، مستكشفا من نوع ما. أو أن يصبح عامل منجم ذهب.
قال له السيد كاربرت وهما يمشيان عدة خطوات معا، جنبا إلى جنب: «كما تشاء. يجب أن أعترف أنني ظننتك أكثر جدية من ذلك. لحسن الحظ أني لم أقل شيئا لنيتي.»
لكن نيتي كانت على علم بموضوع كلامهما معا. وقد أخذت تلح على والدها حتى أخبرها بما حدث، فأخذت تبحث عن والتر حتى وجدته.
অজানা পৃষ্ঠা