نظر والد زوجها إلى الجراح - وإليها أيضا - نظرة ازدراء، ولكن السيد سوتر لم يلحظها، ربما لم يدرك حتى أن هذا الرجل العجوز، والولد ذا الشعر الأشقر الذي يجلس مستقيم الظهر ومواجها للرجل العجوز؛ لهما علاقة بها.
قال: «إن الرقص رائع جدا. ولا تسنح للمرء فرصة أن يقرر مع من يرقص. وإنما يجري اجتذابه من قبل الجميع ومن قبل صنوف شتى من البشر.» ثم سألها: «ماذا ستفعلين في غرب كندا؟»
بدا السؤال لها أسخف ما يكون. هزت رأسها وفكرت ماذا عساها أن تقول؛ سوف تغسل وتخيط وتطبخ، وبالتأكيد سترضع أطفالا أكثر. ولن يمثل المكان الذي ستقوم فيه بكل هذا أهمية كبيرة بالنسبة إليها. سيكون في منزل ما، ليس أحد المنازل الأنيقة.
عرفت الآن أن هذا الرجل معجب بها، وكيف ذلك؟ تذكرت أصابعه وهي تمر على جسدها. ما الضرر الذي يمكن أن يحدثه ذلك لامرأة لديها طفلة ترضعها؟
شعرت بأن عليها إظهار قليل من اللطف له.
فقالت له: «ماذا ستفعل أنت؟»
ابتسم وقال إنه يعتقد أنه سيواصل العمل فيما قد تدرب على فعله، وأن الناس في أمريكا - كما سمع - في حاجة إلى أطباء وجراحين تماما مثل غيرهم في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: «لكنني لا أريد أن أقيد بالإقامة في إحدى المدن. أود أن أذهب بعيدا حيث نهر المسيسيبي، على الأقل. لقد كان كل شيء خلف هذا النهر تمتلكه فرنسا، كما تعلمين، أما الآن، فهو ملك لأمريكا، والباب الآن مفتوح على مصراعيه، حيث يستطيع أي شخص أن يذهب إلى هناك، غير أنه من الممكن أن يصطدم بالهنود. ولا يقلقني هذا الأمر أيضا. فحيثما يكون قتال مع الهنود، تصبح الحاجة إلى جراح أشد.»
لم تكن تعرف أي شيء عن نهر المسيسيبي الذي يتحدث عنه، لكنها كانت تعرف أنه لا يبدو كمقاتل؛ فهو لم يكن يبدو وكأنه يستطيع أن يصمد في شجار مع الأولاد الصغار المشاغبين في هويك، ناهيك عن معركة مع الهنود الحمر.
تمايل راقصان على مقربة كبيرة منهما، بحيث جلبا الهواء على وجهيهما. كانت فتاة صغيرة، طفلة في واقع الأمر، أخذت تنورتها تطير، ولم يكن الشخص الذي يرقص معها سوى أخي زوجها، والتر. انحنى والتر على نحو سخيف لأجنيس والجراح ووالده، ودفعته الفتاة وجعلته يدور، وأخذ يسخر منها. فقد كانت متأنقة في ملبسها مثل السيدة الصغيرة، وقد وضعت أشرطة في شعرها. كان وجهها منيرا من السعادة، وخداها لامعان مثل المصابيح، وكانت تتعامل مع والتر بأريحية كبيرة، كما لو أنها كانت ممسكة بدمية كبيرة.
অজানা পৃষ্ঠা