كانت عائلة كريك تعيش في شارع ضيق مائل يعادل طوله طول بناية، لا يبعد كثيرا عن حظائر الخيل. لم يكن لدي أي سبب قط للسير عبر هذا الشارع من قبل. كانت البيوت قريبة من الرصيف وقريبة أحدها من الآخر، دون مساحة بينها لممرات للسيارات أو أفنية جانبية. كان على الأشخاص الذين يملكون سيارات أن يوقفوا جزءا منها على الرصيف والجزء الآخر على مساحات الحشائش التي كانت بمنزلة حدائق أمامية. كان منزل آل كريك الخشبي الكبير مطليا باللون الأصفر - كان راسل قد أخبرني أن أبحث عن المنزل الأصفر - ولكن كان الطلاء متقشرا بفعل الجو.
كان مثل الطلاء البني الذي كان يوما ما، بغير تفكير وروية، يغطي الطوب الأحمر لمنزلنا الذي كنت أسكنه. ولم تكن الفوارق كبيرة بين عائلتينا حين يتعلق الأمر بالمال. في الواقع لم يكن ثمة أي فارق كبير على الإطلاق.
كانت هناك فتاتان صغيرتان تجلسان على السلم الأمامي، ربما جلستا هناك حال نسيت وصف المنزل.
غير أنهما قفزتا دون أن تنطقا بكلمة واحدة، وهرعتا إلى داخل المنزل كما لو كنت قطة برية تطاردهما. وأغلق الباب السلكي في وجهي بقوة، وتركت وحدي أحملق عبر مدخل طويل خاو. سمعت ضجيجا خافتا خلف المنزل، ربما كان يخص الشخص الذي يفترض أن يأتي للترحيب بي. عندئذ جاء راسل بنفسه عبر درجات السلم وشعره داكن من أثر تبليل حديث، وأدخلني إلى المنزل.
قال: «إذن، قد وصلت إلى هنا بلا مشكلة!» وامتنع عن ملامستي.
لم يكن السيد والسيدة كريك يرتديان زيهما الخاص بمنظمة جيش الخلاص في المنزل. لست أدري لم ظننت أنهما كانا سيفعلان ذلك! أقبل الأب بعد ذلك نظيفا متأنقا برأس أصلع لامع - وهو الذي كان وعظه المتجول دائما ما يميل إلى الشراسة والسخط حتى حين كان يتمسك بالأمل في الرحمة والخلاص، وكانت تعبيراته حين كان يجلس منحنيا على عربة الفحم دائما ما كانت تميل إلى السخط والغضب - ورحب بي كما لو كان سعيدا بالفعل لرؤيتي في منزله. كانت الأم طويلة القامة، مثل راسل، ضخمة الجثة ومسطحة الجبهة، وذات شعر أشيب تم قصه حتى كان يصل لمستوى أذنيها فقط. اضطر راسل لأن يخبرها باسمي مرتين، عبر الضجيج الذي كانت تحدثه أثناء هرسها للبطاطس، قبل أن يتمكن من لفت انتباهها كي تستدير إلينا. مسحت يدها على مريلتها وكأنها تفكر في مصافحتي، ولكنها لم تفعل، وقالت إنها سعيدة للقائي. كان صوتها حين كانت تنشد الترانيم في الشارع عميقا وعذبا، إلا أنها حين تحدثت الآن حوله الخجل والحرج إلى صوت حاد أجش كصوت صبي في سن المراهقة.
كان والد راسل متأهبا للقيام بعمل ليس من اختصاصه. سألني إن كان لدي أي خبرة مع دجاج البانتام، فأجبت بالنفي، فقال إنه كان يظن أنني ربما يكون لدي خبرة بها لكوني قد نشأت في مزرعة.
قال: «إن الدجاج هوايتي. تعالي لتلقي نظرة!»
عاودت الفتاتان الظهور وكانتا تتسكعان على مقربة من المدخل. كانتا على وشك أن تتبعا والدهما وراسل وإياي إلى داخل الفناء الخلفي، لولا أن والدتهما نادتهما. «آني ومايفس! لتبقيا هنا وتضعا الصحون على الطاولة.»
كان ديك البانتام يدعى الملك جورج.
অজানা পৃষ্ঠা