توقعت أن تكون الحلويات مثل اسمها؛ نوعا من الكعك المزين بالمربى أو السكر البني، ولكن لم يتسن لي أن أعرف لم سيكون معها بطاطس. ولكن ما وصلنا كان عبارة عن قطع صغيرة من اللحم محوطة بلحم خنزير مقدد مقلي وحبات بطاطس صغيرة بقشرها، قلبت في الزبد الساخن وقليت في المقلاة. وكان يوجد أيضا جزر مقطع إلى أعواد رفيعة وله نكهة مسكرة قليلا. لم أكن أحب الجزر، ولكنني لم أتذوق في حياتي بطاطس بهذا الطعم اللذيذ ولا لحما بتلك الطراوة. كان كل ما أتمناه هو أن يبقى السيد وينرايت في المطبخ بدلا من أن يحوم حولنا ليصب لنا عصير الليمون، ويسألنا إن كان كل شيء ينال إعجابنا.
أما الحلوى، فتلك أعجوبة أخرى؛ كانت عبارة عن بودنج أملس من الفانيليا عليه شيء أقرب إلى الغطاء من السكر المخبوز حتى اكتسب لونا بنيا ضاربا إلى الذهبي، ومعه كعكات صغيرة مغطاة من جميع الجوانب بشوكولاتة غنية شديدة الدكانة.
جلست في حالة من الامتلاء فيما لم يتبق لعقة أو فتات. أخذت أتأمل الشجرة المستوحاة من إحدى القصص الخيالية بزيناتها التي ربما كانت على شكل قلاع مصغرة أو ملائكة. كانت تيارات الهواء تأتي عبر النافذة وتحرك الفروع قليلا، جاعلة شرائط الزينة الكثيفة تتموج والزينات تميل قليلا لتظهر نقاطا جديدة من الضوء. بدا لي حين امتلأت معدتي بذلك الطعام الغني الشهي وكأنني في حلم رأيت فيه كل شيء قويا ومأمونا.
كان من الأشياء التي رأيتها ضوء النار؛ وهجا متثاقلا بلون الصدأ يتصاعد من الأنبوب، فقلت لفرانسيس بلا أدنى انزعاج: «أعتقد أن أنبوب مدفأتكم يحترق.»
فأخذت تصيح بروح من الإثارة التي غمرتها على إثر الحفل: «الأنبوب يحترق!» ليدخل السيد وينرايت، الذي كان قد ذهب أخيرا إلى المطبخ، وخلفه السيدة وينرايت على مسافة قريبة.
قالت السيدة وينرايت: «يا إلهي، بيلي! ماذا سنفعل؟»
فقال السيد وينرايت: «أعتقد أن علينا غلق وحدة تنظيم تدفق الهواء.» كان صوته رفيعا حادا ويبدو فيه الخوف، بما لا يليق بأب.
فعل ذلك، ثم أخذ يصرخ وينفض يده التي كانت قد احترقت لا محالة، ووقف الاثنان وجعلا ينظران إلى الأنبوب الذي تلون بحمرة النار، ثم قالت بصوت مرتجف: «ثمة شيء من المفترض أن تضعه عليه. ما هو؟ بيكربونات الصوديوم!» فهرعت إلى المطبخ وعادت ومعها علبة بيكربونات الصوديوم وهي شبه باكية. صاحت قائلة: «ضعها على ألسنة اللهب مباشرة.» كان السيد وينرايت لا يزال يفرك يده ببنطاله؛ لذا لفت مريلتها حول يدها واستخدمت رافع المدفأة وراحت تنثر المسحوق على النيران. كان ثمة صوت أشبه بصوت البصق عندما بدأت النيران تخمد ويتصاعد الدخان داخل الغرفة.
فقالت: «يا فتيات، يا فتيات! من الأفضل أن تسرعا بالخروج من هنا.» وكانت تبكي بالفعل في تلك اللحظة.
وتذكرت شيئا من أزمة مماثلة حدثت في منزلنا.
অজানা পৃষ্ঠা