3 ) هي بالضبط العلاقة بين الساعة والثانية، وهي في الوقت ذاته مربع المسافة المطلوبة من أجل التحقق. ولقد كان التطابق تاما إلى حد أن نيوتن عندما تلقى رقم مسافة القمر، لم يجد لديه على ما يقال، من رباطة الجأش ما يمكنه من إعادة الحساب، فاضطر أن يعهد به إلى أحد أصدقائه.
وهنا تم التحقق بالأرقام، إذ اتضح أن الأرقام مساوية للظواهر التي كان على النظرية أن تفسرها وتتنبأ بها. (د) وفي نفس هذا الاتجاه، يمكننا أن نصل إلى نتائج أفضل من تلك. فإذا كان القمر يسقط على الأرض، وإذا كانت الكواكب بوجه أعم، تسقط على الشمس ... إلخ فلا بد أن تسقط الكواكب بعضها على بعض، وأن تسقط الأجسام الأرضية هي الأخرى، بطريق ما، على الشمس بل على القمر ذاته، والنتيجة الأولى تسمى بالانحراف
perturbation . فالكواكب الكبيرة تؤثر في الكواكب الصغيرة وتجعلها تنحرف في مسارها قليلا عن المدارات التي حددها كبلر لها. ولقد كانت تلك الظاهرة معروفة قبل نيوتن ، وها هي ذي قد فسرت، وبالمثل فإنه يمكن التحقق من صدقها، أما الظاهرة الثانية فهي ظاهرة المد والجزر، فكتلة البحار تتجه نحو الشمس ونحو القمر (الذي هو أصغر منها، ولكنه أقرب كثيرا)، ويمكن التحقق من ذلك أيضا.
ولنلاحظ أن هذه التحقيقات الثانوية، التي ظهرت متفرقة تماما، والتي لم تخطر على بال نيوتن في مبدأ الأمر، هي أفضل التحقيقات وأكثرها إقناعا
8
وسوف نأتي بمثال ثالث، نعرضه عرضا مبسطا إلى أبعد حد.
9 (أ)
كان لوفرييه
Le verrier ، وهو فلكي في مرصد باريس، يعلم أن الكوكب أورانوس، الذي كان عندئذ (في سنة 1846م) أبعد الكواكب المعروفة في المجموعة الشمسية، ينحرف انحرافات معينة، وباتباع المنهج الذي وضعه نيوتن، والذي عرضنا مبدأه العام من قبل، تفسر هذه الانحرافات بعوامل معترضة، هي الكواكب المجاورة عندما تقترب من أورانوس اقترابا كافيا، وبعد أن قدر تأثير كل من المشترى وزحل، ظل هناك باق من الانحراف لم يتم تفسيره. (ب)
وخطرت بذهن لوفرييه فكرة تفسير هذا الباقي بعامل معترض ثالث، خارجي، وبعيد إلى الحد الذي جعل الفلكيين لا ينتبهون إليه. وترجم لوفرييه هذه الفكرة بصيغة رياضية: فحسب كتلة الكوكب، ومسافته، وبالتالي حجمه (أو عظمه
অজানা পৃষ্ঠা