الإنسان والعبادة
الإنسان يخضع كغيره لنظام الكون كالحياة، والموت، والطول، والقصر، والنمو، والولادة، وهو لا يستطيع أن يختار شكله وحجمه، ولا يستطيع أن يختار أباه وأمه.
بينما يختلف عن غيره من الكائنات بكونه كائنا عاقلا يملك القدرة على الاختيار في الأمور السلوكية؛ لأن الله جعله مختارا في السلوكيات وأفاض عليه بنعمة العقل، ووهبه حرية الاختيار، فهو يستطيع أن يفعل الخير مختارا وكذلك الشر.
ونرى فارقا بين علاقة الإنسان التكوينية التي لا يستطيع أن يمتلك اختيارا فيها، وبين علاقته السلوكية التي منحه الله الاختيار فيها فباستطاعته أن يختار طريق العبادة التي أمر الله بها وهي طريق الخير، وباستطاعته أن يختار طريق الخضوع لغير الله التي هي طريق الشر، وهو في الحالتين مختار مثاب على الأولى ومعاقب على الأخرى، قال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ، من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}[الإسراء:13-15].
ولقد أصيب فكرنا الإسلامي بالمرجئة والمجبرة والقدرية، الذين قاوموا حرية الإنسان واختياره.
পৃষ্ঠা ৪