27

Mansions of the Pure Maidens in the Hearts of Those Who Know the Lord of the Worlds

منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين

প্রকাশক

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

حظّ به وكل قسم، كما في الأثر الإلهي: " ابن آدم .. اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فُتّك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء " (١) انتهى. تأمل كيف أن هذا الأثر يطابق ما في الحديث المتقدم " فَمَا أُعطُوا شَيئًا أحَبّ إليهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ " (٢). ثم قال: (فمن أعرض عن طلب ما سوى الله ولم يَشب طلبه له بعوَض، بل كان حبًا له وإرادة خالصة لوجهه فهو في الحقيقة الذي يفوز بالأعواض والأقسام والحظوظ كلها، فإنه لَمّا لم يجعلها غاية طلبه تَوَفرتْ عليه في حصولها وهو محمود مشكور مقرّب، ولوْ كانت مطلوبهُ لنقصتْ عليه بحسب اشتغاله بطلبها وإرادتها عن طلب الرب تعالى لذاته وإرادته. فهذا قلبه ممتلئ بها والحاصل له منها نزرٌ يسير، والعارف ليس قلبه متعلقًا بها وقد حصلت له كلها، فالزهد فيها لا يُفيتكها بل هو عين حصولها، والزهد في الله هو الذي يُفيتكه ويُفيتك الحظوظ) انتهى (٣). وهنا يضرب أهلُ العلمِ مثالًا ﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى﴾ (٤)، وذلك بما

(١) أورده ابن كثير في تفسيره ٢/ ٣٠٢، و٤/ ٢٣٩، وأورده ابن رجب – أيضًا - في كتابه " جامع العلوم والحكم " ص (٢٩٢). (٢) سبق تخريجه في ص (٤). (٣) مدارج السالكين، ٢/ ٣٤٩. (٤) سورة النحل، من الآية: ٦٠.

1 / 28