وإذ كان الأمر بهذه الحال وعلى هذا القدر من الأهمية فإن الواجب على كل مسلم أن يعرف الأمور التي تناقض كلمة التوحيد لا إله إلا الله ليكون منها على حذر، وهي كما تقدم تنتقض بأمور كثيرة، إلا أن أشد هذه النواقض خطرا وأكثرها وقوعا عشرة نواقض ذكرها غير واحد من أهل العلم - رحمهم الله -، وفيما يلي ذكر لها على سبيل الإيجاز، ليحذرها المسلم وليحذر منها غيره من المسلمين رجاء السلامة والعافية منها.
أما الأول: فهو الشرك في عبادة الله، قال الله - تعالى -: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء} ، وقال - تعالى -: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} (1) ومن ذلك دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والنذر والذبح لهم، ونحو ذلك.
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعا، قال الله - تعالى -: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون} .
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم كفر.
الرابع: من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، فهو كافر؛ كالذين يفضلون حكم الطاغوت على حكمه سبحانه وتعالى.
الخامس: من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به فقد كفر؛ لقوله تعالى: {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم} .
পৃষ্ঠা ২১৭