============================================================
وقال الواحدي: من دين الله، أي [12اب] قد برئ من الله وفارق دينه لما استثنى فقال: {إلا أن تتقوا منهم تقاق) (1).
هذا في المؤمن إذا كان في قوم كفار وخافهم على نفسه وماله، فله أن يداريهم بلسانه وقلبه مطمئن بالإمان بعداوهم دفعا عن نفسه.
قال ابن عباس: مداراة ظاهرة.
قال ابن عطية: ثم أباح الله تعالى اتخاذهم بشرط أن يتقوا ويخافوا، فأما إبطان اتخاذهم فلا يصح أن يتصف به مسلم قال الثعلي(1): وقال بعضهم: إنما كان في جدة الإسلام وقبل استحكامه، فاليوم قد أعز الله المسلمين فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يوالوهم في الظاهر لعزة الإسلام.
الامام الحافظ الناقد المجود أبو بكر غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام ابن عطية، المحاربي، الأندلسي، الغرناطي المالكي.
قال ابن بشكوال: كان حافظا للحديث وطرقه وعلله، عارفا بالرجالا ذاكرا لمتونه ومعانيه.
قرأت بخط بعض أصحابنا أنه سمعه يذكر أنه كرر على صحيح البخاري سبعمائة مرة (قلت: أظن هذا على سبيل المبالغة في كثرة مراجعته له عليه وليس على سبيل التحديد، والله أعلم).
قال: وكان أديبا شاعرا لغويا دينا فاضلا.
أكثر الناس عنه، وكف بصره في آخر عمره، وكتب إلينا بإجازة ما رواه.
مولده في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وخمسمائة وله سبع وسبعون سنة رحمه الله.
(1) سورة آل عمران (الآية: 28) .
(2) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (435/17) .
পৃষ্ঠা ৩১