============================================================
وهذا غلط كبير يفضي إلى فساد كثير، بل ينبغي للعاقل أن يحذر صغير أعدائه ولا يهمله، فإنه ربما كبر الصغير، وعظم الحقير، قال الشاعر: لاتحقرن صغيرا في مخاصمة إن الذبابة أدمت مقلة الأسد فاذا ثبت هذا: فطاعة الأئمة في الحق واجبة هو معونتهم فيه وأمرهم به، وترك الخروج عليهم وإعلامهم بما فيه ضرر على رعيتهم مما لا إطلاع لهم عليه و لا علم لهم به، فيجب على الناس كافة لامامهم، ومن قدر على ذلك ولم يفعله كان خارجا عن الجماعة، منسلخا من الطاعة، غاشا للمسلمين ولأئمتهم، مخالفا لربه، ناصرا للشيطان وحزبه، نعوذ بالله العظيم من ذلكا وأما النصصح لعامة المسلمين: فهو إرشادهم إلى مصالحهم ومعونتهم في آمر دينهم ودنياهم بالقول والفعل، وتنبيه غافلهم، وتبصير جاهلهم، ورفد حتاجهم، وستر عورانهم وكف الأذى عن جميعهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع إليهم.
قال[19أ] جابر بن عبد الله(1) رضي الله عنهما: بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة، فلقني: افيما استطعت والنصح لكل مسلم1.
(1) هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن تعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، وهو صحابي مشهور له رواية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومن مصادر ترجمته: طبقات خليفة (ت623)، المحبر (298)، مشاهير علماء الأمصار (ت25)، المستدرك (564/3)، الاستيعاب (219)، تذكرة الحفاظ (40/1)، العبر (89/1)، غير ذلك كثير منها سير أعلام النبلاء (189/3) والذي فيه: الامام الأكبر المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله حصلى الله عليه وسلم- أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن الأنصاري، الخزرجي، السلمي، المدني، الفقيه.
পৃষ্ঠা ২১