============================================================
ويقال في الأمثال السائرة(1): المحبة تقتضي النصح وبجد المحب لا يريد لحبوبه إلا فوق ما يريده لنفسه.
فالمسلم بطبعه يحب المسلمين، ويحب إيصال المنفعة إليهم بكل طريقا واعلم: أن الإنسان لا يقدر أن ينصح لكل واحد من المسلمين على حدته لتعذر ذلك عليه، فينبغي له إذا آراد نصح المسلمين كافة أن ينصح ملكهم ولأرباب دولته وينبههم على ما يقرهم إلى الله عز وجل، ويحذرهم عقابه، ويعلمهم ما يغضي بهم إلى رضا رهم عز وجل، فبصلاحهم تصل العامة، وترشد الكافة.
فحق على جميع الورى أن يمدوا السلطان بالمناصحات، وأن يخصوه بالدعوات ويعينوه على سائر المحاولات.
وإذا اطلعوا على آمر فيه ضرر للمسلمين وهو غافل عنه أعلموه به ونبهوه عليه، وأيقظوه له، وسألوا الله تعالى أن يقوي عزمه على إزالته وينجح قصده في محاولته، ويكونوا له عيونا ناظرة، [8/أ] وأيد باطشة وجثثا واقية، وألسنة ناطقة، وهيهات له السلامة مع ذلك(2).
(1) أقوم الآن بإعداد موسوعة في الأمثال العربية والعامية أسميتها: (على رأىا المثل) وقد انتهيت من الجزء الأول منها ودفعت به إلى الطباعة، وستحوى مشيئة الله تعالى- حوالي من عشرين ألف مثل عربي وعامي الربع تقريبا عامي والباقي عربي ، وقد نظمتها على حروف المعجم وشرحت ما ورد في كتب الأمثال من الأمثال المولدة، والتي لم يتطرق أحد لشرحها من قبل وله أسأل أن يعيني على إتمامها آمين.
(2) وقد قيل عن الإمارة: نعم المرضعة، وبئس الفاطمة.
وقد رفض بعضهم التولي حتى يتجنب مرارة الخلع
পৃষ্ঠা ১৯