منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعا ودراسة
منهج ابن عقيل الحنبلي وأقواله في التفسير جمعا ودراسة
জনগুলি
ومثله قال النحاس (^١)، و[إلا] تأتي بمعنى [لكن] كثير (^٢).
قال القرطبي: (إلا خطأً أي: لكن خطأ) (^٣).
القول الثاني: ذهب قوم إلى أن هذا الاستثناء متصل، ويفسرون: [كان] بالثبوت والاستقرار، والمعنى عندهم: وما ثبت ولا استقر ولا وجد ولا ساغ لمؤمن أن يقتل مؤمنًا
إلا خطأً (^٤)، قالوا: وفائدة كونه متصلًا أن له أن يقتله خطأ في بعض الأحوال، كمن يقتل من يظنه كافرًا ثم يتبين أنه مسلم.
وهذا قول ضعيف، وقد استنكره ابن العربي فقال: (فيا لله! ويا للعالمين من هذا الكلام! كيف يصح في عقل عاقل أن يقول: أبيح له أن يقتله خطأ، ومن شرط الإذن والإباحة المكلف وقصده، وذلك ضد الخطأ؛ فالكلام لا يتحصل معقولًا ...) إلى أن قال: (وفي هذا القول من التهافت لمن تأمله ما يغني عن رده) (^٥).
القول الثالث: ذهب قوم إلى أن [إلا] بمعنى [الواو]، ويكون المعنى: ليس له أن يقتله عمدًا ولا خطأً، واستدلوا باستعمال [إلا] مقام [الواو] عند العرب.
كما في قول عمرو بن معدِيكَرِبَ (^٦):
وكلُّ أخٍ مُفَارِقُهُ أخُوهُ ... لَعَمْرُ أبيكَ إلا الفَرْقَدَانِ. يعني: والفرقدان (^٧).
(^١) معاني القرآن ٢/ ١٥٨.
(^٢) ينظر: جامع البيان ٥/ ٦٨٥، معاني القرآن للنحاس ٢/ ١٥٩.
(^٣) الجامع لأحكام القرآن ٣/ ١٩٢.
(^٤) الكشاف ١/ ٥٨٠، وينظر: فتح القدير ١/ ٦٢٩.
(^٥) أحكام القرآن ١/ ٥٩٧.
(^٦) ينظر: ديوانه ص ١٨١.
(^٧) الفرقدان: نجمان في السماء لا يغربان، لكنهما يطوفان بالجدي، وقيل: هما كوكبان قريبان من القطب، وقيل: هما كوكبان في بنات نعش الصغرى، ينظر: لسان العرب ٣/ ٣٣٤.
1 / 197