আধুনিক আরবী চিন্তায় মেথডলজি: প্রতিষ্ঠানের বিশৃঙ্খলা থেকে পদ্ধতিগত সংগঠন
المنهج في الفكر العربي المعاصر: من فوضى التأسيس إلى الانتظام المنهجي
জনগুলি
فهذا الانبهار بالعقلانية - بل التعبير السليم النزعة العقلانية؛ لأن بينهما فارقا في الفكر العربي المعاصر - تجد اعتراضات قوية من التيارات نفسها، من داخل هذا الفكر تعبر عن مفارقات الوعي العربي، حين اعتبرت التشبث بالعقلانية الغربية بكل أوصافها ومحدداتها نكاية في العقلانية العربية التي تتميز بخصوصياتها وأوصافها ومحدداتها الذاتية، فالذين دافعوا عن العقلانية الغربية وحاولوا تبيئتها ذهبوا إلى حد الإيغال في تحويلها إلى عقيدة فكرية، إلى سبيل مساءلة بديهياتها، الأمر الذي حولها حسب هذا التحليل، إلى ممارسة فكرية لا عقلانية.
155
والمفارقة الثانية التي نجدها عند الجابري أثناء تحديد تعريفاته للعقل العربي، يسجل مفارقة بينه وبين العقل اليوناني الأوروبي؛ حيث العلاقة بين العقل العربي والطبيعة هي علاقة تأملية تبسيطية، وليست «اكتشافا للعلاقات التي تربط ظواهر الطبيعة بعضها ببعض، ليست عملية يكتشف العقل نفسه من خلالها في الطبيعة، بل هي التمييز في موضوعات المعرفة (...) بين الحسن والقبيح، بين الخير والشر. ومهمة العقل ووظيفته، بل وعلامة وجوده، هي حمل صاحبه على السلوك الحسن ومنعه من إتيان القبيح.»
156
وإن كان للجابري من فضل في اكتشاف العلاقة الترابطية بين العقل والقيم الأخلاقية في المنظومة الإسلامية والحقيقة الواقعية كما ينص على ذلك في قوله «إن معنى «العقل» - ويضعه بين قوسين - في اللغة العربية وبالتالي في الفكر العربي يرتبط أساسا بالسلوك والأخلاق.»
157
إلا أن هذا الاكتشاف معيب عنده عندما جرد هذا العقل من القدرات الاستكشافية لقوانين الطبيعة، ومن بعده التجريبي، وإبقائه في دائرة التأمل.
فالمفهوم الذي تحدده النصوص القرآنية وتقدمه النصوص التراثية للعقل - الجاحظ والشهرستاني - يتعارض مع «النظرة الموضوعية التي هي نظرة تحليلية تركيبية تحلل الشيء إلى عناصره الأساسية لتعيد بناءه بشكل يبرز ما هو جوهري فيه.»
158
وهي النظرة التي يجب أن نحتكم إليها في قراءتنا للتراث العربي - حسب الجابري - فالعقل الذي تحدث عنه القرآن وقدمته لغته ولغة الجاحظ والشهرستاني؛ إنما هي لغة عقل الجاهلية أساسا.
অজানা পৃষ্ঠা