[241] وقد يعرض الغلط في الظل أيضا من أجل قصر الزمان وفي الظلمة . وذلك أن البصر إذا لمح جدارا في بيت من البيوت في سواد الليل، وكان بعض ذلك الجدار مسفر اللون وبعضه قتم اللون، وكان علي ذلك الجدار ضوء نار ليس بالقوي، ولم يكن قد تقدم علم الناظر بذلك الجدار، وكان لمحه له لمحة يسيرة ثم أعرض عنه في الحال، فإنه في حال ملاحظته إذا لم يتأمله <تأملا> صحيحا ربما ظن بالموضع القتم من الجدار أنه ظل.
[242] وكذلك إن كان بعض الجدار أسود وبعضه أبيض، وأدركه البصر في ضوء النهار، ولم يكن قد تقدم علم الناظر بسواد ذلك الجدار، وكان الضوء الذي عليه ليس بشديد الإشراق، فإنه ربما ظن بالسواد أنه باب أو منفذ وأن سواده إنما هو ظلمة الموضع إذا لم يتأمل ذلك الموضع تأملا صحيحا ولمحه لمحة فقط.
[243] وإذان أدرك البصر الموضع المضيء بضوء النار الذي لا ظل فيه مستظلا أو مظلما فهو غالط في استظلاله وفي ظلمته. ويكون غلطه غلطا في القياس لأن الظل والظلمة يدركان بالقياس. ويكون علة هذا الغلط هو خروج الزمان الذي يلمح فيه البصر المبصر الذي بهذه الصفة عن عرض الاعتدال، لأن البصر إذا تأمل المبصر الذي بهذه الصفة فضل تأمل فإنه يدرك الضوء الذي عليه ويحس باختلاف ألونه ولا يعرض له الغلط في شيء منه، إذا كانت المعاني الباقية التي فيه في عرض الاعتدال.
.يو. .يط.
পৃষ্ঠা ৫১৫