336

কিতাব আল-মানাযির

كتاب المناظر

জনগুলি

[1] قد تبين في المقالة الثانية أن إدراك مائيات جميع المبصرات إنما يكون بالمعرفة، لأن إدراك مائية المبصر إنما هو من تشبيه صورة المبصر بصورة أمثال ذلك المبصر التي يعرفها البصر. وتشبيه الصورة بما يعرفه البصر من أمثالها هو المعرفة بالنوع. وقد تبين أيضا أن معرفة الشخص إنماهي من تشبيه صورة الشخص التي يدركها البصر في حال معرفة الشخص بصورته التي أدركها من قبل وهو ذاكر لها. وإذا كان ذلك كذلك فغلط البصر في مائية المبصر إنما هو غلط في المعرفة وهو غلط في نوعية المبصر. وكذلك أيضا إذا شبه البصر شخصا من الأشخاص بشخص قد عرفه من قبل وظنه ذلك الشخص بعينه، ولم يكن ذلك الشخص، يكون ذلك غلطا في المعرفة. والغلط في تشبيه صورة الشخص بصورة شخص آخر بعينه هو غلط في الشخصية. وليس تكون المعرفة إلا بالشخص أو النوع أو بمجموعهما.

[2] ومن عادة البصر إذا أدرك مبصرا من المبصرات أنه في حال ملاحظته يشبه صورته بأمثالها من صور المبصرات التي يعرفها وتكثر مشاهدته لها، ويشبه المعاني التي في المبصر أيضا بأمثالها من المعاني التي في المبصرات، فيعرف بذلك شخصية ذلك المبصر أو نوعيته أو مجموعهما ويعرف المعاني التي في ذلك المبصر. ومعرفة البصر بجميع ما يعرفه من المبصرات وبجميع ما يعرفه من المعاني المدركة بحاسة البصر إنما هو على هذه الصفة.

[3] وإذا شك البصر في مائية المبصر أو في شيء من العاني التي يدركها، ولم يعرفه في حال ملاحظته، فإنه يشبهه بأقرب الأشياء شبها به مما قد عرفه وألفه. والقوة الحساسة مطبوعة على تشبيه ما تدركه في الحال بما أدركته من قبل، وهذا المعنى موجود في جميع الحواس. ومن تشبيه البصر ما يدركه من المبصرات بما يعرفه من أمثاله، ومما هو مطبوع عليه من هذه الحال، يعرض له الغلط في معرفة المبصر الذي يغلط في معرفته إذا لم يكن إدراكه المبصر على غاية التحقيق. وإذا كان إدراك البصر للمبصر إدراكا محققا فليس يعرض له الغلط في معرفة المبصر. وليس يكون إدراك البصر للمبصر إدراكا غير محقق إلا إذا كان واحد من المعاني التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه خارجا عن عرض الاعتدال أو أكثر من واحد منها.

পৃষ্ঠা ৩৯৮