227

কিতাব আল-মানাযির

كتاب المناظر

জনগুলি

[159] وأيضا فإن الحاس يحس بتيقن مقدار المسافة والتباس حقيقة مقدار المسافة. وذلك أن المبصرات ما كان منها قريبا من البصر وعلى أبعاد معتدلة فإنها تكون أصدق رؤية، أعني أن صورها تكون أبين ويدركها البصر إدراكا أبين وتكون ألوانها بينة وأضواؤها ظاهرة وأوضاع سطوحها عند البصر وأوضاع أجزائها وصورة أجزائها وأجزاء سطوحها تكون بينة للبصر، وإذا كان فيها تخطيط أو غضون أو وشوم أو أجزاء صغار متميزة ظهرت للبصر ظهورا بينا وأدركها البصر إدراكا محققا. وليس كذلك المبصرات المتفاوتة الأبعاد، فإن المبصر إذا كان على بعد متفاوت فليس يتحقق البصر صورته على ماهي عليه ولا يكون بينا للبصر، فلونه يكون مشتبها وضوؤه وهيئة سطوحه ولا يظهر فيه شيء من المعاني اللطيفة ولا من الأجزاء الصغار. وهذا المعنى ظاهر للحس، فالبصر في حال ملاحظة المبصر يحس بتحقق صورته واشتباهها. فإذا أدرك البصر مسافة من المسافات التي على وجه الأرض فإنه في حال ملاحظته لأخرها ومن ملاحظته لبعض المبصرات التي في آخرها قد أحس أنها من المسافات المعتدلة المقدار أو المسافات المتفاوتة المقدار من تحققه لصور آخرها أو لصورة مبصر من المبصرات التي عند آخرها أومن التباس الصورة واشتباهها. فإن تحقق صورة آخرها أو صورة المبصر الذي عند آخرها ووجد الصورة بينة وتأمل مع ذلك المسافة وميز مقدارها على الوجه الذي تقدم فهو يتحقق مقدار تلك المسافة. وإذا تحقق مقدار المسافة التي بهذه الصفة فالقوة المميزة تدرك أن مقدار تلك المسافة متيقن من إدراكها لظهور صورة آخرها أو صورة المبصر الذي عند آخرها. وإن لم يتحقق صورة آخرها أو صورة مبصر من المبصرات التي عند آخرها فليس يتحقق مقدار تلك المسافة، ومع ذلك فالقوة المميزة عند تأمل تلك المسافة تدرل أن تلك المسافة غير متيقنة المقدار من التباس صورة آخرها وصورة المبصر الذي عند آخرها.

পৃষ্ঠা ২৮৭