কিতাব আল-মানাযির

ইবনুল হাইসাম d. 430 AH
159

কিতাব আল-মানাযির

كتاب المناظر

জনগুলি

[8] وأيضا فإن البصر إذا أدرك لونين من جنس واحد وكان أحدهما أقوى من الآخر كأخضر زنجاري وأخضر فستقي، فإن الحاس يدرك أنهما أخضران ويدرك أن أحدهما أشد خضرة من الآخر ويفرف بين الخضرتين، فهو يدرك تشابههما في الخضرة ويدرك اختلافهما في القوة والضعف. وكذلك يفرق بين الحمرتين وبين الزرقتين وكل لونين من جنس واحد إذا كان أحدهما أقوى من الآخر.

[9] والتفريق بين الخضرتين ليس هو نفس الإحساس بالخضرة، لأن الإحساس بالخضرة إنما هو من اخضرار البصر بالخضرة، والبصر بكلى الخضرتين يخضر، ومن اخضراره بكلتي الخضرتين يدرك الحاس أنهما من جنس واحد. فإدراكه أن إحدى الخضرتين أقوى من الآخر وإدراكه أنهما من جنس واحد هو تمييز التلون الذي يحصل في البصر لا نفس الإحساس بالتلون.

[10] وكذلك إذا كان اللونان متشابهين في القوة وكانا من جنس واحد فالحاس يدرك اللونين ويدرك أنهما من جنس واحد. والحاس يدرك اللونين ويدرك أنهما من جنس واحد ويدرك أنهما متشابهان في القوة.

[11] وكذلك حال الأضواء عند حاسة البصر. فإن حاسة البصر يدرك الأضواء ويفرف بين الضوء القوي والضوء الضعيف ويدرك تشابه الأضواء في القوة والضعف.

[12] فإدرك حاسة البصر لتشابه الألوان واختلافها وإدراكها لتشابه الأضواء واختلافها وإدراكها لتشابه تخطيط صور المبصرات وهيئاتها ولاختلافها واختلاف هيثاتها إنما هو بتمييزها وقياس بعضها إلى بعض لا بمجرد الحس.

[13] وأيضا فإن حاسة البصر ليس يدرك شفيف الأجسام المشفة إلا بالتمييز والقياس. وذلك أن الأحجار المشفة التي شفيفها يسير ليس يدرك البصر شفيفها إلا بعد أن يقابل بها الضوء وتستشف. فإذا أدرك الضوء من ورائها أدرك أنها مشفة. وكذلك كل جسم مشف ليس يدرك البصر شفيفه إلا بعد أن يدرك ما وراءه من الأجسام، أو يدرك الضوء من ورائه، ويدرك التمييز مع ذلك أن الذي يظهر من ورائه هو غير الجسم المشف. وليس يدرك الشفيف إن لم يدرك ما وراء الجسم المشف أو يدرك نفوذ الضوء فيه ويدرك التمييز مع ذلك أن الذي يظهر من وراء ذلك الجسم هو غير ذلك الجسم.

পৃষ্ঠা ২১৮