مقدمة التحقيق:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير خلق الله من الأولين والآخرين محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى قيام يوم الدين.
أما بعد، فقد برز عنوان (المثالب) والذي أثار حساسية في بعض النفوس، لأنه قد يفهم من هذا العنوان أنها محاولة لإثارة الفتنة والشقاق بين وحدة المسلمين، وإظهار أمور لا يجب أن تظهر لسبب أو لآخر.
والحق أن هذا النوع من الفهم خاطئ وغير صحيح، لأن هذا العنوان أو ما يشابهه قد استعمله المتقدمون بكثرة، وأرادوا به تثبيت حقائق وإظهار حوادث ووقائع، كانت ولا زالت على نحو كبير من الأهمية، وخافية على كثير من المسلمين.
ولذلك أشار المصنف رحمه الله في مقدمته لهذا المعنى بقوله: ولو وجدنا بدا من ذكرها لسترناها، فقد كان يقال: لا خير في ذكر العيوب إلا من ضرورة، وستر المساوئ في الواجب من الخيانة، وليس هذا مما يعارض بالحديث المرفوع: «لا تسبوا الأحياء بسب الأموات» إنما ذلك في الأموات الذين لا يجوز سبهم، فأما من كان سبهم فريضة، ونشر معايبه من أوجب الشريعة، فليس من معنى هذا الحديث.
وبعبارة أخرى، فإننا اليوم بحاجة ماسة لهذه المصادر القيمة المحققة، لمعرفة منبع العقيدة المأخوذة عن هذا أو ذاك.
والحق أن الذين كتبوا في هذا الميدان، قد أتحفوا المكتبة الإسلامية بتراث قيم كبير، فيه وقائع وحوادث وشواهد وأمور لم يذكرها غيرهم بشكل مبسط، وقد يكون ذكرها غيرهم على نحو الإشارة، أو حاولوا التستر عليها رغم اطلاعهم عليها.
পৃষ্ঠা ৫