269

আল-মানাকিব ওয়াল-মাতালিব

المناقب والمثالب

জনগুলি

ذكر وجوه تهيأت لمعاوية قويت لها أسبابه وكثر لها أتباعه وأصحابه

تهيأ لمعاوية: أنه كان في الشام وهم جهال طغام ما قيل لهم اتبعوه، ومن ملك فيهم أطاعوه، لأن الشام دار مملكة في القديم وبها كان ملوك الروم، فنشأ أهله على ما عرفوه، وعلى ما كان أسلافهم من طاعة الملوك عليه، وأن عليا عليه السلام كان بأرض الحجاز لا يعرف أهله طاعة الملوك عليه ولا يدينون لهم، وكان أصحابه مع ذلك وجوه العرب وأخائر الصحابة من المهاجرين والأنصار، أهل العقول والبصائر والآراء والأنفة والنفوس الأبية، يرى كل واحد منهم الرأي والإمارة ولا القول إلا ما قاله، ولذلك قيل: إن عليا عليه السلام لما أراد المسير إلى معاوية أمر رجلا أن يركب قلوصا ويتهيأ بهيئة السفر ويمضي حتى يأتي حمص- وبها يومئذ معاوية- فيدخل على هيئته تلك المسجد الجامع به، ومن يسأله عن مقدمه أخبره أنه قدم من العراق، فإن سئل عما وراءه أخبرهم أن عليا عليه السلام عزم على غزوهم والمجيء بجميع من معه إليهم، ويرجع إليه بخبرهم.

ففعل ذلك وفشى خبره بحمص وانتهى إلى معاوية، فخرج حتى أتى المسجد فرقى المنبر فاجتمع الناس وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أيها الناس إنه قد انتهى إلي خبر لعله اتصل بأكثركم: أن عليا ومن معه عازمون على حربكم والمجيء إليكم فما أنتم قائلون؟ وما أنتم صانعون؟

فسكتوا عن آخرهم ولم يجبه أحد منهم، فقام رجل من وجوه حمير كان فيهم فقال: أيها الأمير أنت الملك ونحن المملوكون وأنت الأمير ونحن المأمورون، فعليك المقال وعلينا انفعال، كلمة حميرية يجعلون النون مكان اللام يريدون الفعال.

قال: فإني أرى أن تبرزوا بجمعكم من غد إن شاء الله تعالى، ثم نزل.

فلما أصبحوا برزوا عن آخرهم، فأتى الرجل عليا عليه السلام فأخبره بما كان من أمرهم،

পৃষ্ঠা ২৭৫