أطعناه لم نعدله فينا بغيره
شهابا لنا في ظلمة الليل هاديا (1)
[الخندق]
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أوقع قبل ذلك ببني النضير من اليهود وفشا الإسلام، وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة- بعد انصرافه من بدر لميعاد أبي سفيان- سنة ودخل في الأخرى، ثم إن نفرا من اليهود أتوا أبا سفيان فظاهروه على رسول الله صلى الله عليه وآله، فأرسل بهم في قبائل العرب يستنفرهم إلى رسول الله ويحذرهم أمرهم ويخوفهم وقوعه بهم، فتحزب الأحزاب وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وغطفان وقائدها عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر، والحرث بن عوف المروي في بني مرة، ومسعود بن رحيلة في قومه من أشجع، ورأس الأحابيش كلها صفوان بن أمية.
وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله خبره فخندق على المدينة، وكانت بنو قريظة من اليهود قد حالفوه فنقضوا حلفه، ونزل الأحزاب في عدد عظيم على رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما رأوا الخندق قالوا: إن هذه لمكيدة ما كانت تعرفها العرب. فنزلوا على الخندق وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يخرج إليهم ولم يكن بينهم قتال.
ثم إن عمرو بن عبد ود- وكان من أبطال قريش- أتى مع نفر من قريش منهم عكرمة بن أبي جهل، وهبيرة بن وهب المخزوميان، ونوفل بن عبد الله، وضرار بن الخطاب، ومرداس أخو محارب، فاقتحموا الخندق بخيلهم على رسول الله صلى الله عليه وآله ودعوا البراز فلم يبرز أحد إليهم، فأنشأ عمرو يقول:
وقد بححت من النداء
بجمعهم هل من مبارز
فنهض إليه علي عليه السلام فقال: «يا عمرو لقد كنت تعاهد الله ألا يدعوك أحد إلى خصلتين إلا أجبته إلى إحداهما».
পৃষ্ঠা ১৬৪