ولما انصرف أبو سفيان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالخروج في أثره، وقال أبو سفيان لما بعد قليلا: والله ما صنعنا شيئا غلبنا القوم فلا كنا جعلناها واحدة فدمرنا يثرب، فمتى يتهيأ لنا مثل هذا الجمع؟ وانصرف فبلغه أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في طلبه، واحتفل معه المهاجرون والأنصار، فاضطرب الناس عليه لما بلغهم ذلك، وانصرفوا عنه وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة.
وكان أبو سفيان قد بارز يوم أحد حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة فصرعه حنظلة، فأتاه ابن شعوب فأعان عليه فقتله أبو سفيان ونجا أبو سفيان، وفي ذلك يقول:
فلو شئت نجتني كميت طمرة
ولم أحمل النعماء لابن شعوب
وكان علي عليه السلام قتل ابنه حنظلة يوم بدر فنادى أبو سفيان: أعل هبل حنظلة بحنظلة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الله أعلى وأجل ولا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار» ورأى الملائكة تغسل حنظلة فقال: «سلوا امرأته عنه ما كان حاله» فذكرت أنه خرج وقد أصاب منها ولم يتطهر (1).
وكان جميع من استشهد يوم أحد من المسلمين من المهاجرين والأنصار خمسة وستون رجلا، وقتل من المشركين اثنان وعشرون رجلا يومئذ.
وقال عليه السلام في يوم أحد:
رأيت المشركين بغوا علينا
ولجوا في الغواية والضلال
وقالوا نحن أكثر إذ نفرنا
غداة الروغ بالأسل النهال
فإن يبغوا ويفتخروا علينا
بحمزة وهو في الغرف العوالي
পৃষ্ঠা ১৬১