جماعة عظيمة لا يجوز عليهم التواطؤ والتراسل ولا يجوز عليهم الكذب اتفاقا ولا أن يجتمعوا على الكذب لاشتراكهم في داع يدعوهم الى الكذب ، فيعلم أن خبرهم ليس بكذب فيكون صدقا ، ومتى فات العلم بواحدة (1) من هذه المقدمات لم يحصل العلم التواتري.
والحق عندنا خلاف ذلك ، فان العلم بالمتواترات يحصل للصبيان ومن لم يمارس الاستدلال ، فسقط ما ذكروه.
** مسألة
العندية وهم : الذين يعترفون بجميع الأشياء.
والعنادية وهم : الذين ينكرون الأشياء معاندة.
واللاادرية وهم : الذين أنكروا جميع الأشياء لعدم صحة المقدمات التي ينبني عليها البراهين ، قالوا : لأن أجلى القضايا وأوضحها هو العلم بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان ، وهذا القول باطل فلا يكون (2) شيء من القضايا حقا.
وبيان بطلانه أن هذا التصديق مسبوق بتصور النفي وهو غير متصور والا لكان متميزا عن غيره والمتميز عن غيره متعين والمتعين ثابت والنفي ليس بثابت.
سؤال : يكون ثابتا ذهنا.
جواب : الثابت ذهنا أحد أقسام مطلق الثابت والنفي المطلق مقابل المطلق الثابت فلا يكون قسما منه ، وأيضا النفي والاثبات قد ينسبان الى وجود الشيء في نفسه وقد ينسبان الى وجوده لغيره ، والأول باطل والا لكان الوجود إما نفس الماهية فقولنا : الماهية موجودة يتنزل منزلة قولنا : الماهية ماهية هذا خلف ، وإما مغايرا لها فيلزم وصف المعدوم بالموجود.
পৃষ্ঠা ১৭৪