قال: «ما الذي جاء بك إلى هنا؟ وما غرضك من التعرض لي؟»
قال غريب: «كان ذلك خطأ مني لأني أنتظر بعض الناس، وقد اشتبهت فيك، فإلى أين أنت ذاهب؟»
قال: «إلى بيت الأمير سعيد شهاب، أليس هذا بيته؟»
قال: «هذا هو، أتريد أن أوصلك إليه؟»
قال سالم: «كما تشاء.»
ولما علم غريب أن الضابط المقصود هو سالم أغا صديقه، سكن جأشه وخمدت فيه عاطفة الانتقام، وصمم على أن يتنازل عن طلبه ويساعد سالما على خطبة الفتاة.
فسار الاثنان حتى وصلا إلى الباب فطرقاه، فجاء الأمير سعيد لاستقبالهما، فلما رأى الاثنين معا عجب غاية العجب، وخشي أن يترتب على ذلك أمر ذو بال، ولكنه أخفى أثر تلك الأفكار، وأدخلهما غرفة الاستقبال، فجلسا، فأمر لهما بالقهوة فأحضرت. وكان الاثنان مشتغلين كل الوقت بالسلام والحديث فيما جرى لهما أثناء بعد أحدهما عن الآخر، كل ذلك والأمير سعيد مذهول، لا يستطيع أن يفهم سبب ذلك الاجتماع.
الصداقة الحقيقية
وبعد أن تحدثوا جميعا فترة من الوقت، بادر غريب الأمير سعيدا قائلا: «يا سيدي الأمير، إننا جئناك في هذه الليلة لأمر ذي بال، وأملنا أنك لا تردنا خائبين.»
قال: «تفضلا فإن أمركما على الرأس والعين.»
অজানা পৃষ্ঠা