قالت سيدة: سبحان الله! عمن جئت تقول: إن في سعدى عيوبا كثيرة، وأنا لا أجد فيها شيئا من ذلك، فقد رأيتها مرارا كثيرة، ودققت فيها النظر، وتأملتها جيدا فعرفتها حق المعرفة؟ نعم، إنها ليست على جمال يعشق، ولكنها ليست دميمة قبيحة - كما تزعم - ولا فيها شيء ما يشوه الخلقة أو يعيبها فتنفر منها، كثير من الرجال يتزوجون بأشنع منها.
قال: تقولين إنك أمعنت فيها النظر، فهل لاحظت أن شعرها مستعار؟
قالت وهي تخلط الجد بالمزح لعلمها بالأمر: أنت بالحق طفل، تظن في الشعر المستعار عيبا في المرأة، وأغلب النساء يستعملنه للزينة والتطرئة، كما تقتضيه الأزياء الحديثة على اختلاف ضروبها وفنونها، وما وجدنا في الكون هاجيا أو من يعيب ذلك.
قال همام: ما أراك مصيبة يا أختي، أردت أن تستري فكشفت الستر.
قالت: ليس في الأمر سر يحفظ.
قال همام: ليس الأمر جوهريا، فكثرة الشعر على الحقيقة أو قلته لا تزيد أو تنقص من مقام المرأة، ولتعلم يا فؤاد أن النساء كالخيل تباع وتشرى بأثمانها، فلا تزيد ولا تنقص بقلة شعرها أو كثرته، والشرط أنها تكون خالية من العيوب الشرعية، فإنها وحدها تفسد البيع، أقول ذلك بحجة واختبار، فإني خدمت في الجهادية وتعاطيت بيع الخيول وشراها.
قال فؤاد: وما رأيك بنقصان سن من الأسنان لسعدى علاوة على استعارة شعرها، أفليس ذلك عيبا شرعيا يفسد البيع؟
فتلفتت أمه إليه وقالت: ماذا تقصد في قولك؟
قال: أقصد أن أخبرك بأنك تدققي النظر في السيدة سعدى ولم تشاهدي سنها المصنوعة.
قال همام: من أدراك ذلك؟
অজানা পৃষ্ঠা