ثم قرعت جرسا، وأمرت أن يعدوا لها مركبة. •••
وقد تقدم لنا القول إنها اختطفتها، وكان اختطافها بواسطة الرجلين والهندية؛ فإنهم كمنوا لها عند مدخل منزلها، حتى إذا خرجت منه دنت منها الهندية وبسطت يدها تسألها الإحسان، فبينما كانت تحاول إعطاءها قطعة من النقود شعرت أن كيسا غطى رأسها وأنها حملت فوضعت في مركبة، ثم سمعت تلك المتسولة تقول لها: احذري أن تصيحي إذا أردت السلامة لك ولولدك.
وبعد أن سارت المركبة قليلا قالت لها الهندية: إن هذا الكيس يزعجك كثيرا فإذا أردت أن نعصب عينيك نزعناه عن رأسك فتستطيعين التنفس بحرية.
فأومأت برأسها إشارة إلى القبول، فنزعت الكيس عن رأسها، وعصبت عينيها، ثم قالت لها: إننا نستطيع الآن أن نتحدث.
قالت: ماذا تريدين مني؟
قالت: أريد أن أحدثك بشأن ولدك. - ليس لي بنون. - بل إنك تكذبين؟ - ثقي أنك مخطئة فليس لي ولد ولا زوج. - بل إننا واثقون أن لك ولدا وأنهم فرقوا بينك وبينه. - لقد قلت لك إنه ليس لي ولد؛ فإلى أين تذهبون بي؟ - إلى هذا الولد الذي تنكرينه. - إذن سوف ترون أنكم مخطئون؛ فإن الولد يعرف أمه.
فامتنعت الهندية عن مباحثتها، وبعد ساعة وصلت المركبة إلى منزل ألن الصيفي، وهو ذلك المنزل الذي استقبلت فيه جان حين أرادت محالفته، فأخرجتها الهندية من المركبة، وأدخلتها إلى المنزل، فسمعت سينتيا الرجلين يتحدثان، وسمعت من خلال حديثهما اسم مس ألن فسرى الرجاء إلى قلبها؛ إذ علمت أنها في منزل مس ألن، وأن أخاها جان يعرف هذا المنزل.
وعند ذلك نزعت الهندية العصابة عن عينيها، فوثقت أنها عند مس ألن، فإن جان كان قد وصف لها تلك الغرفة فوجدتها كما وصف.
ثم مشت بها الهندية إلى قاعة المكتبة، فأدارت لولبا في الجدار فانفتح باب خفي، فدخلت وإياها منه، فأقفلته وقالت لها وهي مجردة خنجرها: إنك سترين ولدك، ولكن احذري أن تصيحي صيحة.
وقد أزاحت كتابين عن موضعهما فنفذ النور إلى تلك الغرفة من ثقبين وراء الكتابين، فقالت: إنك تستطيعين أن تري من هذين الثقبين حين يأتي ولدك.
অজানা পৃষ্ঠা