فاتفقنا على ذلك، وجعل يلاعب وحوشه مدة ثلاثة أشهر كل ليلة من انتصاف الليل إلى الساعة الثانية بعده.
وكانت الطريقة التي اخترتها هي أن يلبس براثن دب كاسر عنده أحذية من الجلد كي لا يستطيع الإيذاء بها، ثم يخرجه إلى ساحة اللعب فيجد هناك رجلا يلبس ملابس الفرسان وهو يمتطي جوادا أسود، فيسير بجواده حول هذا الدب ويجلده بسوطه جلدا أليما.
وقد لبث الدب يصبر على الأذى مدة ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع جعلت عيناه تتوهجان من الغضب حين يرى الفارس وجواده الأسود.
ولبثنا على هذا التمرين ستة أشهر، وفي كل يوم يرى الدب الجواد الأسود ويشعر بالسياط تمزق جلده إلى أن خطر لي أن أجربه آخر تجربة، فأتيت بتمثال من الخشب ألبسته ملابس الفرسان وأركبته على جواد أسود، ووضعته في ساحة اللعب، ثم أمرت مروض الوحوش فنزع أحذية الجلد من براثن الدب وفتح له باب القفص، فلما رأى الجواد وفارسه هجم عليهما هجوما هائلا، ولم تكن غير هنيهة حتى بقر بطن الجواد وحطم التمثال الخشبي، وبات الدب ممرنا أتم التمرين.
فقال له الخادم: أين هو الدب الآن؟
قال: لقد جاء به مروضه أمس إلى الغابة التي سنصيد فيها غدا.
قال: ولكن هذه الحفلة سيحضرها كثيرون وملابس الأشراف متشابهة، ويوجد بين جيادهم بعض جياد سوداء.
قال: لقد احتطت لهذا الأمر، ولكن المركيز سيصل إلى موقف الدب قبل سواه. - كيف ذلك يا سيدي؟ - ذلك منوط بك، فماذا يكون من الجواد إذا وضع تحت سرجه صنارة صيد وغرست في لحمه؟
إنه يهيج في الحال ويجمح بفارسه. - كلا إنه لا يهيج في الحال، بل بعد ساعة. - كيف ذلك؟ - ذلك أن تلف الصنارة بشمع ويخاط أسفلها بالسرج، فمتى سار الجواد ساعة أذابت الحرارة الشمع ودخلت الصنارة إلى لحم الجواد.
والآن فإنك ستذهب في هذا المساء إلى قصر ابن عمي، فتنام هناك مع الجياد وكلاب الصيد، وإذا كنت حاذقا تمكنت من وضع الصنارة تحت السرج.
অজানা পৃষ্ঠা