وفي الصباح، تقابل الاثنان على مائدة الإفطار، وكان كل منهما يعلم أن الآخر لم يغمض له جفن، وأخيرا قال سيرل: حسنا يا صديقي، لقد فكرت في الموضوع، ولسوف أعمل بما اقترحته علي.
ولما رأى ما اعترى فريزن من دهشة مضحكة، انفجر ضاحكا وهو يقول: لا تجفل هكذا، إنني أقصد ما أقول، سوف أذهب معك إلى بادن بادن، وسأبقى لمدة ليلة واحدة صاحب الجلالة ملك فرنسا.
وكاد فريزن يسأله: «وستوقع عقد الزواج؟» ولكنه توقف عن الكلام وفضل أن يترك الكلاب نائمة، ولذا فقد كان كل ما قاله: كنت أعلم أنك ستفعل هذا يا صديقي العزيز، إنه في الواقع الشيء الوحيد الذي نفعله من أجل الفتاة.
وبعد أن تناولا الإفطار وشربا قهوتهما، جاءت خادم الفندق لتحمل صينية القهوة، ولما سألتهما عما إذا كانت النار كافية، قال لها سيرل: لا، ضعي كتلة من الخشب فيها.
وفعلت الفتاة ما أمرها به، وذهبت بصينية القهوة. وبعد اختفائها قال فريزن: أظنك قد أخطأت في طلب وضع هذه الكتلة، لقد كان الجو حارا جدا قبل الآن! - إني آسف!
وفتح باب الموقد ونظر إلى النار المشتعلة، ثم ضحك وقال: أخشى أن تزداد الحرارة جدا وبسرعة؛ فقد وضعت الفتاة كتلة كبيرة. - سوف أفتح النافذة.
وقام فريزن وذهب إليها، وفي تلك اللحظة قال سيرل: لا تتعب نفسك، فهذه أسهل طريقة.
وقبل أن يدرك فريزن ماذا يفعل صديقه، كان هذا قد أدخل يده في النار وأخرج الكتلة المتوقدة، فصاح فريزن باضطراب ووجل: برتراند! هل أنت مجنون؟!
فرد سيرل وقد ألقى بكتلة النار: لا، بل مأفون فقط.
وانتشرت رائحة اللحم المحترق في الغرفة، وبان على سيرل أنه يقاوم ميلا لفقدان وعيه، وقفز فريزن إلى الجرس فدقه وجرى إلى زجاجة البراندي فرفعها إلى شفتي سيرل، ولما دخلت الخادم الصغيرة الغرفة أمرها فريزن قائلا: طبيب، بسرعة! فقد احترقت يد صاحبي!
অজানা পৃষ্ঠা