فرد الرئيس بجفاف وحزم: إن الأوامر التي لدي من البوليس الخصوصي لصاحب الجلالة الإمبراطور سرية للغاية يا سيدي الكونت.
ولم يكن لفريزن بد من أن يتحقق تماما من أنه لا فائدة من الكلام مع ذلك العسكري العجوز، فبعد لحظة قصيرة قام مستأذنا في الخروج، فصحبه الرئيس إلى الباب يحييه ويودعه.
وعادت بهما العربة دون أن ينبس أحدهما ببنت شفة، وكان كل منهما يفكر؛ سيرل يأسف لفشل صاحبه، ولكن فريزن كان يفكر في شيء آخر، وأخيرا قال: إنني لا أهتم كثيرا لا بجلالته ولا بنفسي، بقدر ما أنا - بصراحة - متألم كل الألم لتلك الفتاة التعسة، إن الله وحده يعلم ماذا يفعل بها الإخفاق والفضيحة.
الفصل العاشر
كادت كلمات فريزن تطير بلب سيرل؛ «إن الله وحده يعلم ماذا يفعل بها الإخفاق والفضيحة»! وبحث الاثنان عن مأوى لهما في ليسن، إذ لم يكن هناك قطار معين يعود إلى ستراسبورج في تلك الليلة، ووجدا غرفتين بسيطتين نظيفتين في فندق صغير بجوار المحطة، وتناولا العشاء معا في غرفة خاصة، ولم يتكلم الاثنان كثيرا أثناء الطعام؛ فقد كان كل منهما غارقا في أفكاره؛ فريزن يفكر في مستقبله السياسي وسيرل يفكر في فيرونيك.
ودارت في ذهن فريزن أشياء كثيرة، وخطرت بباله فكرة جعل يقلبها في ذهنه، ويقيسها من كل ناحية، ونظر إلى سيرل بعينين فاحصتين مفكرتين، وهذا لاه عنه في أفكاره، وثبتت نظرته على وجهه ، وقد لاحت فيها ومضة العزم والتصميم، وقد تلاشى في الوقت نفسه ما كسا سحنته من وجوم وتجهم.
وكانا قد جلسا بعد الطعام أمام الموقد، وهما على هذا الحال من التفكير وشرود الذهن، ودقت الساعة عشر دقات، فقام سيرل وهو يهز كتفيه ثم قال: أرى أن أذهب إلى النوم الآن.
ولكن فريزن أمسكه من كم معطفه وجره، فجلس ثانية فوق كرسيه، ثم قال له فريزن في رزانه: لا، سوف لا تذهب قبل أن تصغي إلي.
فهز سيرل كتفيه وقال بجفاف: لست أرى شيئا يمكنك أن تقوله بعد ذلك! - أوه! بل لدي ما أقوله، فلا ينبغي أن يضر بنا هذا الغر العجوز بمثل هذه السهولة.
وسكت لحظة أو اثنتين ثم استأنف حديثه بحماس: ولن نسمح بتعريض حياة امرأة رقيقة الإحساس لأن تنهشها إلى الأبد ألسنة المسافرين. - باسم الله، أيها الرجل، لا تتحدث عن هذا وإلا فسأصبح مجنونا، أو أرتكب جريمة قتل، أو شيئا من هذا القبيل.
অজানা পৃষ্ঠা