ولست في حاجة لأن أقول إن اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر سنة 1860 سوف يكون أسعد يوم في حياتي، كما أؤمل أن يكون - وأعتقد أنه كذلك - أسعد يوم لك أنت أيضا.
وإني لك يا سيدتي البرنسيس.
الخادم المخلص
ألبرت كريستوف
ولما أتم الكونت فريزن قراءة هذين الخطابين، جلس يفكر فيما جاء فيهما، وقد رأى أن كريستوف المسن لا بد أن يكون قد رتب هذا الموضوع ودبره من زمن بعيد، فإنه لا يمكن أن يكون قد جهز هذه الترتيبات المعقدة في وقت قصير، ولكن ماذا يجب عليه عمله إزاء هذا الموقف المربك الذي عقده كريستوف بتعيينه يوم توقيع عقد القران؟ لم يبق أمام فريزن غير ستة أيام فقط يجب أن يكون قد أتم فيها كل شيء. وعلى كل فسيعرض الأمر على رئيسه البرنس مترنيخ.
ولكن ما عتم فريزن أن عرف لدى زيارته لدار السفارة الأوستورية في باريس أن البرنس مترنيخ أعظم سياسيي عصره في إجازة تستغرق ثلاثة أسابيع.
وتمتم فريزن لنفسه: «معنى ذلك أنني أعود رأسا إلى ستراسبورج، ثم أستمر وحدي في القيام بهذه المهمة وإتمامها في مدى ستة أيام.» ستة أيام لكي يخرج مسجونا سياسيا من قلعة فرنسية، ويأخذه معه راضيا قانعا إلى الحدود! لقد استطاع أن يحل معضلات سياسية أكثر صعوبة من هذه، ولكنها لم تكن في مواجهة امرأة تريد أن تتخذ لنفسها طريقا خاصا، وليست وحدها في الموضوع.
وقام عن كرسيه المريح ثم قال لنفسه: «حسنا! فما دامت الأقدار قد أرادت هذا، فهيا لنرى ما سوف يقوله الرجل الآخر.» •••
كان هذا اليوم هو يوم «الكاسوليت» في مطعم الملوك الثلاثة، فكان المطعم مزدحما كعادته في مساء ذلك اليوم من أيام الأسبوع؛ بالشعراء والأدباء والفنانين، وكانوا بعد العشاء قد انصرفوا واحدا فواحدا حيث يتمون سهراتهم في ملاهي باريس الكثيرة.
وكان سيرل برتراند يفكر هو الآخر في الخروج، ولكن ليذهب إلى الاستديو، حيث كان يرغب في أن يجلس أمام المدفأة ويتم قراءة أحدث ما أخرجه قلم ديماس الصغير، وكانت الساعة التاسعة وقتذاك، فما كاد سيرل يقوم عن منضدته ويأخذ قبعته حتى دخل رجل من باب المطعم وقد اتجه إليه مادا يده لمصافحته، ولم يلاحظه سيرل في البدء إلا عندما سمع صوتا يقول له في لطف: لقد أخبروني بأني لا بد أن أجدك هنا، وإني لسعيد بلقائي بك.
অজানা পৃষ্ঠা