فرد الكونت باضطراب خفيف: سيدتي، إن ملوك فرنسا القدماء لم يعيشوا في عصر ديمقراطي.
فردت عليه السيدة بفرنسية حادة مكسرة: أنا أكره الديمقراطيين، ولو أن عمنا لويس فيليب كان يظن أنه سيكسب حب الشعب بخروجه في باريس بلا حراس وهو يحمل مظلته فوق رأسه، إلا أن الباريسيين قابلوه على هذا بإعادته إلى إنجلترا، ولا شك أنه وجد أن مظلته هناك أفيد له.
وقطعت حديثها وعادت إلى الموضوع الذي يشغلها: ألا ترى أنه شيء مروع، أقصد هذا الزواج يا فريزن؟
فأردف السياسي بتحفظ: إن للضرورة أحكاما يا سيدتي، بل ما أكثر الزيجات الملكية التي حكمتها الضرورة، ولكن لماذا تعتبرينه شيئا مروعا؟ - ملك فرنسا وابنة ألبرت كريستوف!
فرد الكونت فريزن بتأكيد: إنه رجل لا غبار عليه، وتعم شهرته جميع أنحاء أوروبا، وفوق ذلك ...
وتوقف عن الكلام ثم ضغط شفتيه على بعضهما، فإن الكلمات التي قالها ما كان يجب أن يتلفظ بها؛ فقد كان سيقول: «وفوق ذلك فإن لويس السابع عشر ملك فرنسا تزوجك أنت انيزدي جامبا الممرضة المجهولة الأصل، أرملة ضابط بالجيش الإنجليزي، فلماذا لا يتزوج لويس التاسع عشر بفيرونيك كريستوف ابنة أحد أصحاب الملايين؟» إلا أن فريزن كان أكثر سياسة من أن يترك مثل هذه الكلمات تخرج من فمه.
وتنهدت السيدة بنفاد صبر وقالت: لو يساعدنا إمبراطوركم أو قداسة البابا، فإنا لا نكون في حاجة إلى معاناة أمر هذا الزواج.
فأردف الأوستوري برزانة: إن إمبراطوري وقداسة البابا مشغولان بمتاعبهما الخاصة، ولا يمكنهما الإقدام على هذا ونذير الحرب يملأ الجو في كل مكان.
وردت السيدة باندفاع وحمية: ولكن نداء الدم، دم إمبراطورتكم العظيمة ماري تريز وماري أنطوانت الجميلة الذي يجري في عروق ولدي.
وعادت الابتسامة الساخرة تتراقص على شفتي الدبلوماسي الماهر، وقال: للأسف يا سيدتي! إن نداء الدم ليس أقوى من نداء المال، إن الإمبراطور يساعدك أدبيا، وتأكدي أن كل شيء يمكن عمله من الناحية السياسية سيعمل، وإذا نجح ملك فرنسا في استعادة عرشه، فسنعمل بكل الطرق الدبلوماسية للاحتفاظ به، ولكن لا شك أنك في حاجة إلى المال لتحقيق هذا، إلى مبالغ عظيمة من المال وألبرت كريستوف راغب في تقديمها تحت شرط تستطيعين القيام به، بل ويجب عليك القيام به.
অজানা পৃষ্ঠা