মালামতিয়া সুফিয়া আহলে ফুতুওয়া
الملامتية والصوفية وأهل الفتوة
জনগুলি
وإذا صنفنا شيوخ الملامتية في طبقات، كان أبو حفص وحمدون القصار وأبو عثمان الحيري أشهر رجال الطبقة الأولى التي تنتهي حوالي سنة 300ه. بعد ذلك تأتي الطبقة الثانية التي تتألف من أتباع وأصحاب أبي حفص وحده، أو حمدون القصار وحده، أو أبي حفص وحمدون وأبي عثمان جميعا. وليس من بين رجال هذه الطبقة من يستحق الذكر سوى محفوظ بن محمود النيسابوري الذي صحب أبا حفص وحمدونا وأبا عثمان، وأبي محمد المرتعش الذي صحب أبا حفص وأبا عثمان ثم ذهب إلى بغداد وصحب بها الجنيد، وأبي علي الثقفي الذي صحب أبا حفص وحمدونا وعليا النصراباذي، وأبي الحسين محمد بن سعد الوراق، وأبي عبد الله محمد بن منازل النيسابوري. وأشهر هذه الطبقة على الإطلاق هو هذا الأخير، فقد كان أخص أتباع حمدون القصار، وكان له الفضل في نشر المذهب الملامتي الذي وضعه أستاذه، بالإضافة إلى بعض الاتجاهات الخاصة التي انفرد بها.
ويختلف رجال هذه الطبقة في أقدارهم وفي مدى أخذهم بفكرة الملامة التي تلقوها عن شيوخهم، فبينا نجد محفوظ بن محمد أمينا على تعاليم أبي عثمان، يرى طريق الخلاص في اتهام النفس الدائم فيقول: «من أراد أن يبصر طريق رشده، فليتهم نفسه في الموافقات فضلا عن المخالفات.»
72
نجد أبا الحسين الوراق (حوالي سنة 320ه) يمثل الصوفي السني الذي يرى طريق الخلاص في استقامة الدين واتباع السنة والفناء عن النفس والخلق ليحيا الإنسان بمشاهدة الخيرات والمنن الإلهية.
73
على أن تعاليم الملامتية لم تعد بعد انتهاء القرن الثالث قصرا على مدرسة نيسابور، بل تجاوزتها إلى أجزاء أخرى من العالم الإسلامي بفضل أتباع رجال الملامتية الأولين، وكثير من شيوخ خراسان الذين كان لهم اتصال دائم بهم، فقد رحل عن هذه البلاد - لا سيما إلى بغداد التي كان على رأس مدرستها الجنيد - عدد غير قليل من هؤلاء المشايخ، منهم أبو عمرو محمد بن إبراهيم الزجاجي (الذي توفي بمكة سنة 348ه)، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الرازي المعروف بالشعراني النيسابوري (المتوفى سنة 353ه)، وأبو بكر محمد بن أحمد بن جعفر النيسابوري (المتوفى سنة 360ه)، وأبو الحسين علي بن بندار الذي صحب أبا عثمان ومحفوظا وبعض شيوخ مصر وبغداد (توفي سنة 350ه)، وأبو عبد الله محمد بن محمد الروغندي الذي كان من كبار مشايخ طوس (توفي سنة 350ه)، ومحمد بن علي النسوي المعروف بابن عليان الذي كان من كبار مشايخ نسا وأجلة أصحاب أبي عثمان، وأبو الحسن علي بن أحمد بن سهل البوشنجي
74 (المتوفى سنة 348ه)، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد النصرابادي (المتوفى سنة 369ه)، وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي (الذي توفي بمكة سنة 366ه)، وغيرهم.
وقد كانت نيسابور إلى ذلك العهد من أكبر مراكز التصوف في العالم الإسلامي، يخرج منها أبناؤها لزيارة مشايخ بغداد أو للحج أو المجاورة بمكة، ويؤمها الصوفية من كل مكان ممن لهم أو ليس لهم صلة بالمذهب الملامتي. فقد قصدها مثلا أبو عثمان سعد بن سلام المغربي (المتوفى سنة 373ه) الذي كان من أصحاب أبي عمرو الزجاجي، وأبو يعقوب إسحق بن محمد النهرجوري من أصحاب أبي عمرو المكي والجنيد (توفي سنة 330ه)، وأبو بكر الطمستاني
75 (المتوفى سنة 340ه)، وأبو العباس أحمد بن محمد الدينوري (المتوفى بسمرقند حوالي سنة 340).
ولما تقدم الزمن بالملامتية، وظهرت الطبقة الثالثة من رجالها من تلامذة الطبقة الثانية، تحددت فكرة الملامة واتخذ المذهب الملامتي الصورة النهائية التي تنطبق عليها التعريفات الموضوعة له أكثر من انطباقها على الصور الأولى.
অজানা পৃষ্ঠা