মাজমু' রাসায়েল
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
জনগুলি
ومن كتاب يذكر فيه الظلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد .. يا قارئ القرآن، فإنك لن تتلو القرآن حق تلاوته حتى تعرف الذي حرفه، ولن تمسك بالكتاب حتى تعرف الذي نقضه، ولن تعرف الهدى حتى تعرف الضلالة، ولن تعرف التقى حتى تعرف الذي تعدى، فإذا عرفت البدعة في الدين والتكليف، وعرفت الفرية على الله والتحريف، رأيت كيف هدى من هدى.
واعلم يا قارىء القرآن أن القرآن ليس يعرفه إلا من ذاقه، فأبصر به عماه، وأسمع به صممه وحيي به بعد إذ مات، ونجي به من الشبهات.
واعلم يا قارىء القرآن، أن العهد بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد طال، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، ولا من الإيمان إلا ذكره، وأن الله تعالى لم يجعل ما قسم بيننا نهبا، ولا ليغلب قوينا ضعيفنا، ولا كثيرنا قليلنا، بل قسم علينا برحمته الأقسام والعطيات. فمن أجرء على الله تعالىممن زعم أن له أقساما بين العباد سواى ما حكم به في الكتاب، فلو كانت الأحكام كما حكم به أهل الجور والآثام، لما كان بيننا اختلاف، ولا استعدينا إلى الحكام، كما لا يستعدي بعضنا على بعض في اللحى والألوان، ولا في تمام الخلق والنقصان.
وقديما اتخذت الجبابرة دين الله دغلا، وعباده خولا، وماله دولا، فاستحلوا الخمر بالنبيذ، والمكس بالزكاة، والسحت بالهدية، يجبونها من سخط الله، وينفقونها في معاصي الله، ووجدوا على ذلك من خونة أهل العلم والتجار والزراع والصناع والمستأكلين بالدين أعوانا، فبتلك الأعوان خطبت أئمة الجور على المنابر، وبتلك الأعوان قامت راية الفسق في العشاير، وبتلك الأعوان أخيف العالم فلا ينطق، ولا يتعظ لذلك الجاهل فيسأل، وبتلك الأعوان مشى المؤمن في طبقاتهم بالتقية والكتمان، فهو كاليتيم المفرد يستذله من لا يتق الله سبحانه.
পৃষ্ঠা ২৩৭