============================================================
8 هدد اهل الصفة وتاريخهم من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأوليك عسى الله أن يعفو عنهم * وكان الله غفور ارحيما) فلما كان المؤمنون يهاجرون الى المدينة النبوية كان فيهم من ينزل على الانصار بأهله أو بغير أهله لان المبايعة كانت على أن يؤووهم ويواسوهم . وكان في بعض الاوقات اذا قدم المهاجر اقترع الانصار على من ينزل منهم، وكاز النبي صلى الله عليه وسلم قدحالف بين المهاجرين والانصار وآخى بينهم. ثم صار المهاجرون يكثرون بعد ذلك شيئا بعدشيء فان الاسلام صار ينتشر والناس يدخلون فيه والنبي صلى الله عليه وسلم يغزو الكفار تارة بنفسه وتارة بسراياه فيسلم خلق تارة ظاهرا وباطنا وتارة ظاهرا فقط ويكثر المهاجرون، الى المدينة من الاغنياء والفقراء والآهلين والعزاب . فكان من لم يتيسر له مكان يأوي اليه يأوي الى تلك الصفة التي في المسجد . ولم يكن جميع أهل الصفة يجتمعون في وقت واحد بل منهم من يتأهل أو ينتقل الى مكان آخر يتيسر له ويجيء ناس بعد ناس وكانوا تارة يكثرون وتارة يقلون . فتارة بكونون عشرة أوأقل وتارة يكونون عشرين وثلاثين وأكثر وثارة يكونون ستين وسبعين وأما جملة من آوى الى الصفة مع تفرقهم فتد قيل كانوا نحو أربعماية من
الصحابة وقد قيل كانوا أكثرمن ذلك. جمع أسماءهم الشيخ أ بوعبد الرحمن السلي ولم يه ف كل واحد منهم في كتاب تاريخ أهل الصفة (1) وكان معتنيا بجمع أخبار النساك والصوفية والآثار التي يستندون اليها والكلمات الماثورة عنهم وجمع أخبار زهاد السلف وأخبار جميع من بلغه انه كان من أهل الصفة وكم بلغوا .
والصوفية المستاخرون بعد القرون الثلاثة (1). وجمع أيضا في الابواب مثل حقائق التفسير ومثل أبواب التصوف الجارية على أبواب الفقه ومثل كلامهم في التوحيد والمعرفة والمحبة ومسألة السماع وغير ذلك من الاحوال وغير ذلك من الابواب.
(1) هذا الاريخ لابي عبد الرحمن محمد السامي للذكور المتوفى سنة 412
পৃষ্ঠা ২৮