عهد لبعض أمرآئه وولاته
حسبنا الله وحده, هذه بصيرة وتذكرة, ليعتمد على العمل بما فيها [من ]أمده الله بتأييده، وضاعف عليه مواد توفيقه، وسلك به منهج الصواب، وأخذ بيده إلى موافقة مقتضى السنة والكتاب، وهي تتضمن أمورا مفترقة:
أما أولها: وهو على الحقيقة مجموعها، فيكون مدار أمره على تقوى الله تعالى في السر والجهر، وعلى كل حال من شدة ورخاء، وسراء وضراء، فإنه الأصل الذي له قصدنا, وعلى إيثاره في جميع أمورنا اعتمدنا، وبه يحصل العون من الله تعالى، والنصر على العدو والسلامة في الأولى والآخرى.
وبعد ذلك: فإن الله تعالى قد ولانا أمور عباده، وهو لا محالة سائلنا عن ذلك,(( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )) ، كما ورد عن جدنا صلى الله عليه والسائل لا بد له من جواب، وهو لا يقبل سبحانه منا إلا الصدق, ولا يجازينا إلا على ما فعلناه, إن أصلحنا فجزاء ذلك ثواب جزيل, وثناء جميل، وإن غيرنا وبد لنا فعقاب وبيل, وذم من الملك الجليل، فليلاحظ هذا الأصل أيضا ويعمل بمقتضاه, من السيرة المحمودة في رعيته، فإنهم عباد الله, أمر فيهم بالعدل, ونهى فيهم عن الظلم والجور، ولا راد لأمره, ولا معقب لحكمه.
فإذا قدمت أعزك الله إلى عملك, وموضع ولايتك، دعوت الناس قبل كل شيء إلى طاعة الله تعالى، من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والقيام بما افترض الله سبحانه بعد لك من الواجبات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وموالاة أولياء الله، ومعاداة أعدائه، ومتابعة أهل البيت عليهم السلام في أقوالهم وأفعالهم، فإنهم سفينة النجاة, وماء الحياة، وباب حطة الخلق، وسبب نجاة أهل الحق، وبأولهم هدى الله تعالى هذه الأمة، ويهديهم سبحانه ويصلحهم بآخرهم, وتعرفهم بأن إمامنا وإمامكم أمرنا فيكم بذلك, فاسمعوا له وأطيعوا.
পৃষ্ঠা ৩৭