মাজমুয রাসাইল
مجموع رسائل الحافظ العلائي
তদারক
وائل محمد بكر زهران
প্রকাশক
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى
প্রকাশনার বছর
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
প্রকাশনার স্থান
القاهرة - جمهورية مصر العربية
জনগুলি
حنبل: له أشياء منكرات (١).
وأما الحديث الأول فليس بالصريح في الذي قاله لا يمنع أن يكون النبي ﷺ كان بمكة يستقبل بيت المقدس وإنما خص المدينة بالذكر لما بعد الهجرة إليها؛ لأن ذاك هو الذي شاهده البراء ﵁ دون مكة.
والقول الثاني: أنه ﷺ كان فرضه الصلاة إلى بيت المقدس ولكنه كان إذا صلى وهو بمكة يجعل الكعبة بين يديه ولا يستدبرها، فلما قدم المدينة لم يمكنه عند استقبال بيت المقدس إلا أن يستدبر الكعبة فإنما ظهر الفرق بين صلاته في البلدين، وهذا القول أقوى من حيث الدليل وهو اختيار أبي القاسم السهيلي وغيره، والحجة له ما روى أبو عوانة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ﵄ قال: كان رسول اللَّه ﷺ يصلي نحو بيت المقدس وهو بمكة والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرًا ثم صرف إلى الكعبة (٢).
ورواه أبو داود في كتاب "الناسخ والمنسوخ" عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة وهذا إسناد صحيح جيد.
ويشهد لذلك أيضًا قصة البراء بن معرور ﵁ وهي مشهورة في السيرة أنه أول من توجه إلى الكعبة قبل أن يقدم النبي ﷺ وكان ذلك عند مسير الأنصار إلى مكة من أجل بيعة العقبة فقال البراء: لقد رأيت أن لا أجعل هذه القبلة مني بظهر يعني الكعبة. فقالت الأنصار: ما بلغنا أن نبينا يتوجه إلى بيت المقدس فخالفهم وتوجه إلى الكعبة في صلاته، فلما قدموا على النبي ﷺ سأله البراء بن معرور ﵁ عن صنيعه ذلك، فقال له النبي ﷺ: "لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيهَا" (٣).
ففي هذا أيضًا دليل صريح على أن التوجه قبل الهجرة إنما كان إلى بيت المقدس. فهذا ما يتعلق بالإعراب الذي أشار إليه صاحب "الكشاف".
_________
(١) انظر "تهذيب الكمال" (٢٠/ ٤٥٩).
(٢) رواه أحمد (١/ ٣٢٥) من طريق يحيى بن حماد عن أبي عوانة.
(٣) رواه أحمد (٣/ ٤٦٠)، وابن خزيمة (٤٢٩)، وابن حبان (٧٠١١).
1 / 102