أخبرونا من الذي رحض الأرض من أدرانها، وفقأ عين شيطانها، وأذهب الفواسد من هجرة يحيى بن الحسين الهادي إلى الحق عليه السلام وقد جس خلالها، وفتن رجالها، وكذلك من شظب وغيره من المغارب والمشارق، بعد توالي الأعصار، ومرور الدهور. فهل من ركب الأخطار، في نفي هذه الأوزار، يرضى بارتكاب ما حكوه من المنكر، من وطء الجماعة أو الاثنين لامرأة واحدة؟ يأبى الله ذلك، وحواجز الإسلام وموانع [حدود] الإيمان. وموالد طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية؛ فأما السبي فقد حمدنا الله تعالى عليه حيث تجددت الأحكام النبوية، والأدلة الظاهرة الجلية، الإمامية العلوية، فلا جواب في كذبهم إلا علم الصالحين باستحالة قولهم؛ لأن الأمر في ذلك كما قال الشاعر:
لي حيلة فيمن ينم .... وليس في الكذاب حيله
من كان يخلق ما يشاء .... فحيلتي فيه قليله
পৃষ্ঠা ২৭