[ بدء الكلام على المطرفية ]
ولما نجم ناجم الفرقة الملعونة، المرتدة المفتونة، الضالة الغوية، المسماة بالمطرفية، وجعلت شعارها إنكار دينها لترحض درن الكفر برجس ماء الكذب، وحاكمناهم إلى الله تعالى فحكم لنا عليهم، أنفذنا فيهم أحكام الله تعالى في أمثالهم من الكفرة، ?سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا?[الأحزاب:62] ?ولن تجد لسنة الله تحويلا?[فاطر:43]، من قتل المقاتلة، وسبي الذرية، قال تعالى: ?أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في الزبر?[القمر:43] فلما كان ذلك كذلك انتشروا في الآفاق مكذبين، وبخيل محالهم ورجل ضلالهم مجلبين، فساروا بين ذلك مذبذبين، وحكوا حكايات مستحيلة، جرت بها عادتهم على مرور الدهور الطويلة، فإنهم قد ناظرونا مرارا كثيرة على وجوب الكذب لدفع الضرر، وقالوا لنا: ما ترون في رجل يمر به رجل مسلم ثم يتبعه عدوه فيسأله عنه أليس يجب الكذب لإنكاره ليسلم من سطوة عدوه؟ قلنا: بل يتأول ويصدق ويسلم الرجل فيقول: ما رأيته وينوي مذ رأيتكم، ويقسم على ذلك وهو صادق، ولولا ذلك لما قال النبي عليه السلام: ((إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب)).
ولما وضع أهل العلم في ذلك أوضاعا كثيرة سموها (الملاحن) كابن دريد وغيره قال: يقول: والله ما شكوت فلانا. معناه: حملته شكوة ويقول: والله ما رأيته -معناه ما ضربت ريته- والله ما كلمته -معناه ما جرحته لأن المكلم المجروح، والكلم هو الجرح- والله ما رأيت عليا وأنت تريد الفرس، والله ما رأيت جعفرا وأنت تريد النهر، إلى غير ذلك.
পৃষ্ঠা ২৪