ألا أبلغا عني قريشا رسالة .... إذا ما أتتكم (بينات) الودائع
حبوتبها في الدهر أعراض منقر .... وأيأست منها كل أطلس طامع
في أبيات له وليس استقصاء ما قالوا غرضنا، وإنما نريد ما تقع به الدلالة، ولما أغار خالد بن الوليد على تميم وهم على ماء يقال له: البعوضة، وكان رسول الله قد ولى مالك بن نويرة على صدقات بني يربوع، فلما قبض رسول الله عمد مالك إلى ما جمع من الصدقة ففرقها على بني يربوع، وثبت بزعمه على الإسلام فلامه الأقرع بن حابس والقعقاع بن معبد بن زرارة وقالا: لا تعجل بتفريق ما في يدك فلا بد من قائم بالأمر بعد محمد ، فقال:
أراني الله بالنعم المبدى .... ببرقة وجرجان فقد أراني
يمينا يابن عودة في تميم .... وصاحبك الأقيرع يلحياني
حميت حماها بالسيف صلبا .... فلم ترعش يدي ولا سنان
وقال مالك بن نويرة أيضا:
وقلت خذوا أموالكم غير خائف .... ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالأمر المخوف قائم .... أطعنا وقلنا: الدين دين محمد
ولما هجم عليهم المسلمون قالت تميم: من أنتم؟ قالوا : المسلمون. قالت تميم: فنحن المسلمون وما كان من مالك وأصحابه ردة فيما نعلمه إلا الالتواء على الزكاة وهم قائمون بالصلاة فقتلهم المسلمون وكان في القتلى مالك بن نويرة، وأخذ خالد امرأته بنت المنهال - وكانت من أجمل النساء - وأخذ رؤوس القتلى فبقيت بها القدور كل قدر على ثلاثة رؤوس، فمما ذكر أهل العلم بحادثتهم وحديثهم أن القدر التي كان تحتها رأس مالك بن نويرة نضجت قبل أن تصل النار إلى بشرة رأسه، ورثاه أخوه متمم بقصائد كثيرة مدونة في كتب العلم؛ لأنه أحد فحول الشعراء، ومن قصائده القصيدة:
ولسنا بأكفر من عامر .... ولا غطفان ولا من أسد
ولا من سليم وألفافها .... ولا من تميم وأهل الجند ولا ذي الخمار ولا قومه .... ولا أشعث العرب لولا النكد
পৃষ্ঠা ৫০