মাজমুক
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
জনগুলি
[ حكم من بايع المشرقي ]
وسألت: ما حكم من بايع المشرقي وحارب معه لما ظهر منه وصوبه وأحبه، أو حارب ولم يصوب ولا أحب، لكن للوجوه المتقدمة في أصحاب معاوية؟
الكلام في ذلك: إن حكم من بايع المشرقي كافر شقي، وتصويبه كفر، وكذلك حبه والحرب زايد على ذلك؛ لأنه يتضمن النصرة والولاية، فجمع وجوه القبح في نصرته؛ لأنا قد بينا كفر المشرقي وأهل مقالته ومباهتتهم ومباهتته في ضلالته، وحكم تابعه حكمه، فلا يصح التبري عنه في دار الآخرة، وقد حكاه الله تعالى ولم يسقط حكمه، فقال سبحانه: ?إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب?[البقرة:166]، فلم يبرئهم سبحانه من ذلك، ولا نفى عنهم الكفر بالانتفاء عنه، وكذلك حكم من حارب معه ولم يصوبه ولا أحبه، فإن حكمه يجري عليه ظاهرا. دليل ذلك ما فعله رسول الله مع عمه العباس، وقد قال للنبي: إنا إنما خرجنا كارهين مع قريش، وذلك المعلوم منهم، وبغاضتهم لقريش معلوم لعداوتهم للنبي وإجماعهم عليه بالعداوة في حقه،فقال النبي: ((أما ظاهر أمرك فكان علينا)) فلم يعذرهم بالفداء، ولا خلصهم بالمن، وهم الذين نزل فيهم قوله تعالى: ?ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم?[الأنفال:70] فلم يجعل للكراهة لهم والبغاضة حكما في المظاهرة لهم والكون من جملتهم، وقد تقدم الكلام في أصحاب معاوية.
পৃষ্ঠা ১৬১