وما ذاق ابن خولة طعم موت .... ولا وارت له أرض عظاما وكانت الكيسانية تزعم أنه حي مرزوق، وأنه المهدي الذي بشر الله به ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما، ولهم في ذلك كلام كثير وليس هذا مما نحن فيه في شيء -أعني ذكر الحياة ومن يقول بذلك فيستقصى ذكره ونذكر ما جاء فيه -لأن قصدنا في هذه الرسالة ليس إلا بيان ذكر أهل الردة وأحكامهم، وأن المطرفية الملعونة ومن شايعها من أهل (المصانع) الجهلة حكمهم حكمهم بلا خلاف في ذلك، وإن ردتهم بوجوه كثيرة أقوال أهل الفرق الثلاث من أهل الردة داخلة في بعض أقوال هؤلاء، ولا بدنا من ذكر من سبي جملة، وما كان قول تلك الفرقة المسبية ليعلم المستبصر أن القوم في عصرنا زادوا على أهل الردة أضعافا مضاعفة، وبلغوا النهاية العظمى في الكفر، فأي حرمة بقيت لهم ولا معول على صلاتهم ولا شهادتهم كما قدمنا ذكره من أن بعض أهل الردة بقي معتصما بالصلاة وهي فرع على الشهادة. والكفر أجناس ومقالات واعتقادات وأفعال إن حصل واحد منها كفى في كون مرتكبه كافرا، وإن اجتمعت فأجدر أن يكون كافرا، بل ذلك الكفر المضاعف، ولسنا نتمكن من استقصاء ذكره، وإنما نذكر ما تيسر من ذلك مما يكون دليلا على غيره.
পৃষ্ঠা ৩৪