[ كتاب أبي بكر إلى أهل الردة ]
بسم الله الرحمن الرحيم إلى من بلغه كتابي هذا من عامة أو خاصة. سلام على من اتبع الهدى، ولم يرجع بعد الهدى إلى الضلالة والعمى، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له. أما بعد.. فإن الله أرسل محمدا من عنده إلى خلقه بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فهدى الله بالحق من أجاب إليه، وضرب بأذنه من أدبر عنه حتى صاروا إلى الإسلام طوعا وكرها، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنفذ أمر الله، ونصح لأمته، وقضى الذي عليه، وقد قال تعالى: ?إنك ميت وإنهم ميتون?[الزمر:30]، وقال: ?وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون?[الأنبياء:34]، وقال تعالى: ?وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين?[آل عمران:144] فمن كان يعبد محمدا؛ فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي قيوم لا يموت، لا تأخذه سنة ولا نوم -والكتاب طويل وإنما نذكر منه موضع الزبدة مما تمس إلى ذكره الحاجة- قال في آخره: وإني قد بعثت إليكم جيشا من المهاجرين والأنصار، والمتابعين بإحسان، وأمرتهم أن لا يقاتلوا أحدا حتى يدعوه، فمن رجع إلى الحق قبل منه، ومن أبى قاتلوه، ثم لا يبقون عليه بقية، ولا يتركون أحدا ممن يقدرون عليه، بل يحرقونهم بالنار ويقتلونهم كل قتلة، وتسبى النساء والذراري، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام فمن اتبعه فهو خير له، ومن ترك فلن يعجز الله.
পৃষ্ঠা ৩২