মাজমুক
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
জনগুলি
واعلم أن الله عز وجل خلق الحياة خلقا، وأوجدها إيجادا، فإن شاء قبض الأرواح، وإن شاء تركها. فأما المقتول فقد علم بقتله، ولم يجعل له أجلا بعينه، ولو حتم له أجلا موقوتا لبقي إلى وقته، ولما قدر أحد من المخلوقين على قتله.
وسألت عن رجل كان يسير في طريق فلدغته حية أو غيرها من الهوام؟ ومن الجراد وأكلها للزرع، أذلك من الله بإلهام، أم هو من أنفس الهوام؟
والجواب في ذلك: أن الله عز وجل ألهم جميع الدواب والأنعام اجتلاب منافعها، ودفع مهالكها، فإن كانت هذه العجم قصدت الملدوغ قصدا، وتعمدت هلاكه عمدا، فذلك بإلهام الله ومشيئته، وإن كان هو الذي تعرض بها فذلك بإرادته، لأنه قصد شرا كامنا بمهجته، لأن الله عز وجل قد ألهمها نفي ما يهجم عليها، وإهلاك ما قصد إليها.
وسألت عن البهائم هل معها عقول تعقل بها، وتميز ما يضرها وينفعها؟
والجواب في ذلك: أن العقول لا تنسب إلا إلى المتعبدين، ومن كان من المهتدين والضالين، ولكن الله ألهم أنفس البهائم إلهاما، وجعل ذلك لحياتهن قواما.
وسألت عن الأمراض، وما ينال الآدميين من وصب الأعراض؟
وذلك من الله لا شريك له، وهو الذي صنع ذلك وجعله، وركبه في الأجسام ونزله. وأما ما يستعمله الناس من الطبائع فليس يقدرون على طبعه، وإنما يقدرون على تناوله وجمعه، وليس للعباد فعل في هذه السموم غير الحركات، ولا ينسب قتل السم إلى الجمادات، وإنما هو محنة هلكة من الهلكات، وإنما فعل العباد تفريق وجمع، ورفع ووضع، وصلة وقطع، وطاعة ومعصية، وسكون وحركة، وضمير ونية. فأما الطبائع فهي من فعل الله وتدبيره، وحكمته وتقديره، ولا ينسب الفعل إليها ولا إلى جامعها، ولا يكون ذلك إلا من فعل صانعها.
وسألت عن المرض الذي يسمى الجنون، أهو من الجن، أم هو فعل من الله في المجنون؟
পৃষ্ঠা ২৫৯