মাজমুক
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
জনগুলি
من ذلك ما شاهدنا من جليل صنعه في الحيوانات، وما خلق سبحانه من الذكور والإناث، وأبان في ذلك من الجعل والإحداث، وما جعل بينهم من الأولاد الكثير، من نطف الماء الحقير، فعادوا كثيرا مذكورا، بعد أن كانوا قليلا محقورا، وما شق لهم سبحانه من السمع والأبصار، والأفئدة للتمييز والأفكار، والاجتلاب للمنافع والنفور عن المضار، وما خلق لنا سبحانه من الحواس الخمس، من العيان والسمع والذوق والشم واللمس، فجعل العيان لدرك الهيئات، وجعل السمع لدرك الأصوات، وجعل المشام لدرك الروائح المختلفات، وجعل الذوق لدرك المطعومات، وجعل اللمس لدرك أحوال المجسمات (1).
فكان ما عوين من اتصال التدبير، واطراد الحكمة والتقدير، دلالة على أحكم الحاكمين، واضطرارا إلى معرفة رب العالمين، ودليلا مبينا على فاسد قول الملحدين، ممن قال بالطبائع من الكفرة الجاحدين، أهل الحيرة المتلددين، إذ صح عند أهل العقول أن هذه العلل المواتات لا تعني (2) أنفسها، فضلا عن أن تعني تدبير غيرها، إذ لا يجعل الشيء للشيء إلا حكيم، ولا يصرف ولا يدبر إلا عليم، وسنزيد إن شاء الله بيانا، ونوضح له من ذلك هدى وبرهانا.
পৃষ্ঠা ২০২