45

Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah

مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية

প্রকাশক

دار إحياء التراث العربي

প্রকাশনার স্থান

بيروت

لم يقولوا أريد بها إلا هذا أو هذا، فقد جوزوا أن يكون ما أراده الله لم يخبر به الأمة وأخبرت أن مراده غير ما أراده، لكن الذي قاله هؤلاء يتمشى إذا كان التأويل أنه يجوز أن يراد هذا المعنى من غير حكم بأنه مراد وتكون الأمة قبلهم كلها كانت جاهلة بمراد الله ضالة عن معرفته، وانقرض عصر الصحابة والتابعين وهم لم يعلموا الآية، ولكن طائفة قالت يجوز أن يريد هذا المعنى وطائفة قالت يجوز أن يريد هذا المعنى، وليس فيهم من علم المراد جاء الثالث وقال ههنا معنى يجوز أن يكون هو المراد فإذا كانت الأمة من الجهل بمعاني القرآن والضلال عن مراد الرب بهذه الحال توجه ما قالوه وبسط هذا له موضع آخر.

والمقصود أن كثيراً من المتأخرين لم يصيروا يعتمدون في دينهم لا على القرآن ولا على الإيمان الذي جاء به الرسول بخلاف السلف، فلهذا كان السلف أكمل علماً وإيماناً وخطؤهم أخف وصوابهم أكثر كما قد مناه، وكان الأصل الذي أسسوه هو ما أمرهم الله به في قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم) فإن هذا أمر للمؤمنين بما وصف به الملائكة كما قال تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين) فوصفهم سبحانه بأنهم لا يسبقونه بالقول وأنهم بأمره يعملون، فلا يخبرون عن شيء من صفاته ولا غير صفاته إلا بعد أن يخبر سبحانه بما يخبر به، فيكون خبرهم وقولهم تبعاً لخبره وقوله كما قال: (لا يسبقونه بالقول). وأعمالهم تابعة لأمره

45